سنغادر محطة الألم..!
خالد الصرابي
هل نعود من بداية خطواتنا غير المدروسة التي لم ينجم عنها سوى وضعنا في شباك عالقة كان من الصعب الخروج منها¿!
أم أننا سنكون في هذه المرة على أعتاب مرحلة مختلفة تماما..
هنا ستلعب إرادة الجماهير الدور الهام والحقيقي في تحديد مصيرها . ما وصلنا إليه كان نتيجة حتمية لسنوات من الجمود الفكري مشلول الحركة الفعلية .هكذا بدأ المشهد اليمني انتظار دام طويلا لبادرة أمل كان من الصعب تحققها في ظل التكدس القيادي الممل , ولكن لا تلك العقول ولا توجهاتها الهشة هي من بإمكانها حل كافة العقد التي اعتادت “الحكمة اليمانية”إحراز النصر عليها..
منذ هذه اللحظة سيكون علينا البحث عن خرائط طرق نلتزم بسلكها للخروج من أزمة الوضع الراهن ,ولكن ليس قبل التشبث بما هو موجود بين أيدينا وفي مقدمتها وثيقة “السلم ,والشراكة” ليس لأنها ربما تكون الخيار الأوحد أمام فرصة الخروج من دهاليز الصراعات المعتمة بل إن احتوائها على متطلبات شعبية صريحة هو ما جعلها تحتل هذه المكانة الهامة ,ويبقى الأمل في إخراج محاورها من حبس السطور وترجمتها على الواقع الفعلي ضرورة أكثر من غاية تبررت في طياتها مختلف الوسائل التي يمكن سلكها.
مكثنا في الفترة الماضية نعدد الأزمات ومراحل الصعوبة التي مررنا بها والوطن فكان تتاليها هو من أوصلنا إلى لحظة “شد الخناق”ولأننا مؤمنون بأنها “ما تضيق إلا ويأتي الله بالفرج” فدائما ما نواجه أزماتنا بصبر جلد.
ما يحتاجه أبنا الشعب اليمني اليوم – أكثر من أي وقت مضى- هو إعادة ثقته بمن حوله , وقد يكون هذا الأمر في نظر الكثيرين صعبا لكن العمل الجاد وبنوايا وطنية صادقة وخالصة هو من سيكسر تلك الحواجز المتينة بين – العمل والانتظار- ليس في المخيلة وإنما في الوجدان الواقعي لأبناء شعبنا اليمني . الشيء الأهم في هذه المرحلة التي حتى وإن بدت صعبة ومعقدة للغاية هو مرافقتنا للإدراك بأنها لن تدوم بكل ما فيها من تخبط, وألم, وتحسر , وسنغادر محطاتها بعد طول البقاء في عناء..