الاصطفاف الوطني.. السبيل الأوحد لاجتثاث آفة الإرهاب
عبدالسلام الحربي

مقال
حب الوطن من الإيمان.. والولاء له ولأهدافه ومبادئه ومكاسبه وإنجازاته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه واجب ديني ووطني وإنساني وأخلاقي على كل أبناء الشعب اليمني العظيم بدءا من القمة وانتهاء بالقاعدة ودون استثناء لأحد.. على اعتبار أن الوطن ملك الجميع ومسؤولية الحفاظ عليه أمانة في أعناق كل أبنائه الشرفاء والوطنيين والغيورين على ما يهدده وما يتعرض له من مؤامرات واستهداف وقتل للأبرياء من ابناء الشعب بمختلف أعمارهم وشرائحهم الاجتماعية من قبل بعض العناصر الإرهابية التي تعمل لأجندة خارجية وأمريكية مقابل حفنة من المال المدنس على حساب الوطن والشعب اليمني دون أي وازع إيماني وأخلاقي من قبل أولئك الأشخاص الذين يدعون أنهم من أصحاب الدعوة الإسلامية والوعظ والإرشاد بمذاهب وأفكار هدامة لا تمت إلى الدين الإسلامي والحنيف والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. بأية صلة.
إن ما تشهده بلادنا هذه الأيام وتحديدا خلال الثلاث السنوات من عمر ثورة التغيير والتداول السلمي للسلطة في الوطن من قتل للأبرياء من الناس والطلاب والطالبات بين الحين والآخر وفي مختلف العواصم والمحافظات اليمنية وخصوصا في العاصمة صنعاء من استهداف للأبرياء دون أي ذنب من قبل تلك العناصر الإرهابية والإجرامية المجردة من كل مبادئ الضمير الإنساني والديني والأخلاقي وبتواطؤ من قبل الأشخاص والأفراد في الوطن ومن الأجهزة العسكرية والأمنية في الدولة وعدم القيام بواجباتها الوطنية أمام تلك الأعمال والجرائم التي تحصد كل يوم العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين اليمنيين أمام مرأى ومسمع من القيادات والشخصيات الاجتماعية والسياسية والحزبية.. أمام كل أبناء شعبنا اليمني.
ومما لا يختلف عليه اثنان أن بلادنا مرت بظروف وحروب أهلية وقبلية خلال السنوات الماضية.. أثقلت كاهل الوطن والمواطن اليمني وخلقت معاناة وهموما حياتية واقتصادية وأمنية صعبة ساعدت على انتشار ظاهرة الإرهاب وعناصره الإجرامية في تنظيم القاعدة وممارسة أعمال القتل والترويع في صفوف الناس والمواطنين الأبرياء من أبناء شعبنا وفي معظم المناطق اليمنية وإلحاق الضرر بالمصالح والمرافق العامة مستغلة تلك العناصر الإرهابية التواطؤ والصمت من قبل الدولة والأجهزة الأمنية عن أداء واجباتها الوطنية تجاه هذه الآفة الخطيرة وعناصرها الإجرامية والإرهابية في تنظيم القاعدة وفي ظل الصمت المريب وغض الطرف من قبل أبناء شعبنا اليمني تجاه هذه الأعمال التي تستهدف الأبرياء عبر السيارات المفخخة والعبوات الناسفة بين الحين والآخر واستهداف دور العبادة وأبطال القوات المسلحة ونقاط التفتيش والمكاتب والوزارات والمؤسسات الحكومية العامة والخاصة في معظم المحافظات اليمنية.
إن ما يحصل كل يوم من قتل للأبرياء في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات اليمنية الأخرى هذه الأيام وأمام مرأى ومسمع من كل أبناء الشعب اليمني والقوى الوطنية والسياسية والحزبية والاكتفاء بإصدار البيانات وإدانات الشجب وتوزيع برقيات التعازي والمواساة لأسر الضحايا والشفاء العاجل للجرحى والمصابين من قبل الحكومة والأحزاب السياسية وبعض قيادات الدولة أمر لا يسمن ولا يغني من جوع وأمر لا يعفي الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية عن أداء مهامها الوطنية أمام تلك الأعمال التي ترتكب في حق المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني.. وأمر معيب في حقنا نحن أبناء الإيمان والحكمة أن نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الجرائم الإرهابية لتلك العناصر ومن يقفون معهم ويمولهم داخليا وخارجيا وعربيا ودوليا وإقليميا بحق الناس البسطاء والمسالمين والعزل من أبناء شعبنا.
إن الاصطفاف الوطني والشعبي من كل أبناء الشعب بات ضرورة ملحة وواجبا دينيا وإنسانيا وأخلاقيا على الوقوف صفا واحدا أمام آفة الإرهاب والعناصر الإرهابية والإجرامية واجتثاثه من منابعه وملاحقه العناصر الإجرامية أينما وجدت وتطهير الوطن من أعمالهم الخبيثة التي يندى لها الجبين وتشمئز منها القلوب والضمائر الإنسانية عند كل الناس التي لا يرضى بها المسلم ولا الأديان السماوية والسنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
إن التطلع إلى يمن جديد ودولة مدنية حديثة ومستقبل مشرق آمن ومستقر وتطور وازدهار في المرحلة الانتقالية الحالية لكل أبناء الشعب اليمني العظيم.. لن يتحقق ولن تستقيم الحياة في بلادنا إلا بتعاون وتضافر الجهود في مكافحة الإرهاب وعناصره الإجرامية والوقوف بحزم وأمانة وإخلاص أمام كل من يسعون إلى الإضرار ببلادنا وإفشال التسوية السياسية وعودة الوطن إلى