في ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بمناسبة مولد سيد الخلق وهادي البشرية المصباح المنير والبشير النذير والداعي إلى الحق والعدل
يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بمناسبة مولد سيد الخلق وهادي البشرية المصباح المنير والبشير النذير والداعي إلى الحق والعدل والصدق والأمانة والمساواة محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه.
كل المسلمين يحتلفون ولكن كلا على طريقته والأسلوب الذي تعود عليه وطريقة الاحتفال في تقديري ليست المهمة ويجب ألا تكون موضوع خلاف واختلاف ويجب أيضا ألا تتطور إلى مستوى النقد والنزاع بين أصحاب المذاهب فماذا يجب أن نستفيد من هذه الذكرى العطرة جميعا كمسلمين حكاما ومحكومين¿
قال الله عز وجل: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) صدق الله العظيم ما أحوجنا إلى التأمل إلى هذه الآية بعمق وتدبر وإمعان عند قراءتها إنها تعني أمرا واضحا وجليا من الخالق الحكيم العدل العليم إلى كل عباده في كل أصقاع الأرض ـ لأن الرسالة المحمدية خاتمة وشاملة للبشرية جمعاء ـ بأن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل أفعالهم وأقوالهم وممارساتهم اليومية وبما أنه كان الحاكم العادل والقائد المخلص والمعلم المستنير فالأوجب أن يسير كل الحكام وفقا لنهجه القويم وإلا فعليهم الابتعاد عن هذه المسؤولية العظيمة التي سيحاسبهم الله عليها نتيجة لمسؤوليتهم عما اقترفوه في حق أنفسهم وفي حق شعوبهم المرء يتساءل بحسرة هل هناك حاكم عربي أو مسلم يعمل بما أتاه من الرسول ربما هناك حكام يعدون بالأصابع عبر التاريخ الإسلامي كله حاولوا أن يعملوا وفقا لذلك ولذلك نجد أن البلدان التي حكموها عاشت في عهودهم في رخاء وازدهار ورقي ونهضة وما عدا تلك الحقب القليلة فإن الشعوب العربية والإسلامية هي من أتعس الشعوب نتيجة لظلم حكامهم وابتعادهم عما أتاهم من الرسول واقترابهم بإصرار مما نهى عنه وتتفاوت درجة البؤس والشقاء بين الشعوب والأقطار الإسلامية بمقدار نسبة الابتعاد عن سلوك القرآن وتعاليم الرسول الأعظم وعلى العكس من ذلك نجد شعوب الغرب غير المسلمة أكثر سعادة وازدهارا ونعيما من معظم الشعوب الإسلامية والسبب واضح وضوح الشمس في كبد السماء حكامهم يتعاملون مع شعوبهم بطريقة صادقة وعادلة وأمينة وهذه أهم المبادئ التي حث عليها القرآن والهدي النبوي الشريف وحكامنا أبعد ما يكونون عنها إلا من رحم ربي والرخاء والازدهار مقرونان بالعدل والأمانة والصدق وقد اشترط الخالق سبحانه وتعالى على عباده أن يغيروا ما بأنفسهم قبل أن يغير ما بهم من البؤس والشقاء حيث قال عز من قائل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم هذا وعد صريح من رب العزة جل وعلا بالتغيير لأحوال العباد السيئة إلى أحوال أفضل ولكنه وضع شرطا بسيطا وهو أن يبدأوا هم بتغيير ما بأنفسهم من الرذائل والأفعال التي تتنافى وتتعارض مع أوامر الله ونواهيه أي استبدال ما بأنفسهم من حقد وكذب وخداع وحسد وأطماع في حقوق الغير وظلم وتكبر وإحلال قيم الخير والفضيلة.

قد يعجبك ايضا