الشنواح شاعر الجياع.. رحلة نضال وإبداع
الثورة/ خليل المعلمي

أكدت وزيرة الثقافة أروى عثمان عن عزم الوزارة نفض الغبار عن رموز العلم والأدب والنضال في بلادنا والعمل على طباعة أعمالهم الإبداعية والأدبية.
وقالت في فعالية ثقافية نظمها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء عن الشاعر والمناضل الكبير الراحل علي مهدي الشنواح أمس على رواق بيت الثقافة علينا التعاون مع اتحاد الأدباء من أجل رد الاعتبار للشخصيات النضالية والفكرية الذين غاصوا في ذاكرة النسيان معلنة عن البدء بطباعة أعمال المناضل الراحل الشنواح مع بداية العام الحالي 2015م.
وأشارت إلى أن الصراعات السياسية خلال العقود الماضية قد طغت على الثقافة والفنون فالثقافة هي سلم الأمان لنا ولا مخرج لبلادنا إلا الشروع في تنفيذ المشاريع الثقافية والفنية ونشر الثقافة في الأجيال الجديدة عبر المدارس والمؤسسات الثقافية.
مناضل وشاعر ومفكر استثنائي
من جانبها أوضحت الشاعرة هدى إبلان نائبة وزيرة الثقافة في كلمة عن الأدباء أن الاحتفاء بالمناضل الشنواح هو تذكر لكل الرموز والقامات والاشراقات في تاريخنا الإبداعي والنضالي ونحن نعيش اليوم أزمة مركبة تمس الهوية والإبداع وطاقات الخير الضائعة في زمن تنتصر فيه قيم من السلبية والجمود والترنح وتغيب الإيجابيات وأرواح الصدق والانتماء في مشهد عبثي نتمنى أن يزول.
وقالت: نحن نحتفي بمناضل وشاعر ومفكر استثنائي استطاع أن يكرس حضوره النوعي بين البسطاء والفقراء وأن يكون شاعرهم وصوتهم الرائد فهو مبدع انتصر لإنسانيته وسخر قلمه وزمنه لأن يكون شاعر الجياع وممثلهم موقفا وفكرا وريادة في لحظة تاريخية امتلأت بالمتناقضات على كل المستويات.
وأضافت إن علي مهدي الشنواح هذا اليمني حتى النخاع الذي تلتبس عليك منطقته لأنه كان يمثل كل اليمن وكان النضال الوطني في كل الجبهات هو بوصلة انتماءه الحقيقية فتنقله مناضلا وشاعرا وإداريا بين مختلف المدن اليمنية كان تعبيرا عن حالة تماه في الوجدان والفكر لن تتكرر إنه المناضل في الجبال اليمنية المختلفة عندما كان النضال تضحية أخلاقية وقيمة وطنية خالصة لوجه الأرض والمبادئ.
شاعر الشعب
فيما أكد الأديب هشام علي وكيل وزارة الثقافة أن الشاعر والمناضل علي مهدي الشنواح هو شاعر الشعب فقد أعلن انتماءه في شعره ومواقفه للفقراء من أبناء الشعب وأعلن انتماءه لاشتراكية فطرية نابعة من الشعب وليس من بطون الكتب الماركسية التي لم يكن قد تم فتحها بعد في ذلك الحين.
مستعرضا حياة كفاح المناضل الشنواح في صنعاء وفي عدن وفي أوقات المقاومة ضد الاستعمار والإمامة فكانت قصيدته تعبر عن ذلك الوضع المأساوي عن الخوف من الملكية والإمامة التي تراهن على العودة للحكم والخوف على الجمهورية والمقاومة التي تراهن على الجمهورية أو الموت.. مشيرا إلى أن رجلا مثل هذا يحمل تاريخا من الكفاح والنضال لا يستحق منا كل هذا الجحود والنسيان.
صاحب المواقف
وقال الأديب محمد القعود رئيس اتحاد أدباء صنعاء: إننا في هذه الفعالية الأولى مع بداية العام الجديد نتذكر الرجل الشاعر والمناضل علي مهدي الشنواح صاحب المواقف والمبادئ الساطعة في ذاكرة الجميع وفي ذاكرة التاريخ الذي مهما تراكم عليها غبار النسيان فلابد أن تشع الحقيقية.
وأضاف إن المناضل الشنواح كان من المناضلين الذين صمدوا في حصار السبعين أمام القذائف الكهنوتية التي أرادت أن تطفئ نور الجمهورية إلا أن صمود العظماء ومنهم الشنواح مع النظام الجمهوري الباقي إلى الأبد مهما كانت الظروف قد عكست إرادة الإنسان اليمني الثائر وقد تفانى شاعر الجياع مع الإنسان ومع الأرض ولم يطمح أو يطمع بشيء ورحل عن دنيانا ولم يترك إلا نتاجاته الأدبية.
رجل المبادئ
ووصف نقيب الصحفيين اليمنيين ياسين المسعودي المناضل الراحل الشنواح بأنه إعلامي من الدرجة الأولى وأن ذكراه عطرة ومنتشرة في صنعاء وفي عدن وكان أبرز العناصر في صحيفة الثورة حين عمل بها قبل انتقاله إلى عدن.
وأضاف: إن ذكراه وتذكره يكشف عن معدنه وأصله فهو رجل المبادئ فقد عاش على المبادئ ومات عليها وهو أيضا شاعر الجياع ليس للأكل ولكن الجياع للكرامة والحرية كما كان يحمل الكثير من الصفات وسخر مبادئه من أجل الثورة ومن أجل الوحدة.
وأوضحت فائقة السيد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أن الراحل الشنواح حامل لطبيعة وهموم مرحلة هامة في تاريخ وحياة الشعب اليمني فكان إنسانا متواضعا ابن اللحظة والمرحلة وهو خير من يمثل لهموم الإنسان وثورته على البرجوازية والاقطاعية.
مناسبة عظيمة
من جانبه أشار الأديب أحمد ناجي أحمد إلى أن هذه الفعالية مناسبة عظيمة لنتذكر بعد ثلاثة عقود على رحيل هذه القامة الثقافية والإعلامية فتاريخنا الوطني مليء بهذه الرموز الوطنية والكبيرة التي تت