الأعراس وثقافة قطع الطريق

حسن الوريث

مقالة


 - برزت في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للنظر تصرفات غريبة خاصة في الأعراس  والمناسبات وتحولت إلى جزء من العادات والتقاليد الرسمية لها والمصيبة أن الكثير من الناس يتفاخرون
برزت في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للنظر تصرفات غريبة خاصة في الأعراس والمناسبات وتحولت إلى جزء من العادات والتقاليد الرسمية لها والمصيبة أن الكثير من الناس يتفاخرون بهذه الأعمال ويتباهون بها ومن هذه التصرفات إقامة خيام كبيرة في وسط الشوارع للاحتفال بالأعراس وقطع الطريق العام دون مراعاة لشعور الآخرين وحاجتهم.
تذكرت هذه الكلمات بينما كنت أمر في أحد شوارع العاصمة صنعاء جوار مرور المحافظة شاهدت جنازة بوسط الشارع والمشيعين يبحثون عن طريق للمرور بها بسبب وجود خيمة كبيرة منصوبة فيه للاحتفال بعرس. ولم يجد أولئك المشيعون سوى العودة من حيث أتوا بالجنازة والبحث عن شارع بديل للوصول إلى المقبرة وهم يدعون على من قطع طريقهم وطريق الجنازة.
بالطبع هذا الموقف يتكرر غالبا وكثيرا في الكثير من الشوارع والطرقات وهناك من يعاني من هذه المشكلة التي صارت ثقافة عامة لدى الناس فكل من لديه عرس ينصب خيمة كبيرة وسط السوق أو الشارع ولا يهمه ما الذي سيسببه هذا التصرف على الناس فالمهم عندهم هو كيف يحتفلون ويفرحون وليذهب الباقي إلى الجحيم وليتعذبوا كيفما شاءوا.
كما أن مناسبات الأعراس تحولت إلى مصدر للإزعاج عبر إطلاق الأعيرة النارية وقطع الشوارع بسيارات مواكب الأعراس التي تستولي على كامل الطريق ومن يحاول أن يمشي ويتجاوز الموكب يتعرض لأقسى أنواع الشتائم بل وتصل أحيانا إلى الضرب والاعتداء وغيرها وليست حادثة قتل أبناء أمان والخطيب ببعيدة.
وفي اعتقادي أن غياب سلطة الدولة ساعد على ظهور الكثير من العادات السيئة والتصرفات الدخيلة على بلادنا ومجتمعنا وربما تتحول إلى سلوك عام يصعب فيما بعد التخلص منه لأنه سيكون جزء من الثقافة العامة للمجتمع وبالفعل فقد تحولت بعض هذه الأعمال إلى ثقافة عامة لدى الكثير من أفراد المجتمع ومن يقف في طريقهم يعتبرونه شخص ضعيف ومسكين وربما يتعرض للإهانة والتحقير من قبلهم.
ومما لاشك فيه أن الكثير من السلوكيات التي تمارس في المجتمعات تبدأ من ممارسات يتم السكوت عنها حتى تصبح ثقافة وعادات وتقاليد وعرف ونحن في بلادنا لدينا الكثير من هذه السلوكيات التي بدأت تتحول إلى عادات لها قوة القانون الاجتماعي والشعبي ولابد من أن يكون لنا وقفة جادة تجاهها للقضاء عليها على اعتبار أنها ثقافة دخيلة على مجتمعاتنا وهذا يتطلب تضافر جهود الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على ثقافة قطع الطريق حتى لا يأتي اليوم الذي نجد فيه أنفسنا محبوسين في بيوتنا بسبب وجود عرس أو أي مناسبة أخرى.

قد يعجبك ايضا