إنها قدمي
معين النجري
كان يحمل قدمه المقطوعة بيديه ويزحف هربا من مسرح الجريمة طفل في الرابعة من العمر قطعت رجله في التفجير الإرهابي الذي ضرب المركز الثقافي في إب لكنه أبى أن يتركها للإرهاب كان يحملها معه رغم هول الفجيعة وصغر سنه وكأن لسان حاله يقول لن أتركها لكم .. إنها قدمي.
كيف سأعود لأمي بلا قدم أيها البشعون .. قدم واحدة لن تكفيني لمواجهة حياة تعج بأمثالكم.
إنها قدمي .. كانت أمي تشد رباط حذائي صباح اليوم حتى لا تفلت مني الحذاء فكيف بقدمي¿ .. سأعود بها لأمي لاثبت لها أنني لم افلتها .. وأن ثمة مخلوقات بشعة قطعتها وكانت تريد أخذها مني.
سأقول لأمي أنني كنت أكثر الأطفال حظا لأنني نجوت واستعدت قدمي المقطوعة .. هناك أطفال سلبوهم أكبادهم .. وآخرون سلبوهم رؤوسهم.
لماذا قطعتم قدمي¿ هل كنت ترغبون بالحذاء .. كان بإمكانكم أن تقدموا لي قطعة شوكولاتة وسأمنحكم حذائي الأخرى أيضا.
أنها قدمي .. سأحملها اليوم وغدا .. وستعيش معي .. رغم أحزمتكم الناسفة وعبواتكم المتفجرة لن أتركها لكم سأصطحبها إلى كل الأماكن التي رغبت في زيارتها لتكون شاهدة على جرائمكم ستكبر قدمي معي حتى لو كنت أحملها في جيبي.
إنها قدمي .. سأحاججكم جميعا بها يوم القيامة .. وسأسأل الرحمن الرحيم الرؤوف هل أمركم بقطعها¿.
ما هو الجرم الذي ارتكبته لاستحق هذا العقاب¿ لم امش بها إلى معصية بعد .. ولم اركل مؤخرة شيخكم وخليفتكم.
ولم أمدها في الطريق لتعرقل مسيرتكم في استعادة الخلافة المزعومة.
كانت مجرد قدم صغيرة أذهب بها إلى الحمام وإلى السرير والعب مع أصحابي واخواني الصغار فقط.
لماذا حاولتم سرقتها مني .. لا أعتقد أنكم ستستفيدون منها كانت وما تزال صغيرة وغير صالحة لتصبح حشوة في عبوة ناسفة.
إنها قدمي الصغيرة التي قطعتموها .. سأحتفظ بها لتصبح لعنة عليكم وعلى عقيدتكم إلى يوم القيامة.