منتدى الحبيشي الثقافي

فايز محيي الدين البخاري

 - ما إنú تهöل الساعة الواحدة ظهرا حتى تبدأ العناصر الثقافية والسياسية في محافظة إب وزائروها بالتقاطر على منتدى الشيخ عبدالعزيز الحبيشي الذي أضحى اسم

ما إنú تهöل الساعة الواحدة ظهرا حتى تبدأ العناصر الثقافية والسياسية في محافظة إب وزائروها بالتقاطر على منتدى الشيخ عبدالعزيز الحبيشي الذي أضحى اسمه لصيقا بهذه المدينة المكسوة بالجمال والموغöلة بالأصالة.
ولأن سكان مدينة إب يبدأون يومهم باكرا منذ ساعات الفجر الأولى فهم كذلك يتناولون الغداء مبكرين ويبدأون ساعات المقيúلö من الواحدة ظهرا. لهذا تجد ديوان الشيخ الحبيشي الذي هو في نفس الوقت منتداه الثقافي والسياسي وقد بدأ النشاط يدب فيه من هذه الساعة.
في كل المنتديات الأدبية والثقافية والسياسية المنتشرة في ربوع اليمن يقتصر الحضور على فئة محددة من المثقفين أو السياسيين فيما نجد منتدى الحبيشي يجمع كل مختلف ألوان الطيف الثقافي والسياسي.
حين تكون في هذا المنتدى اليومي ستتفاجأ بالمثقفين اليساريين واليمينيين والوسطيين الذين يتحاورون ويتناقشون في جدل سام حول مختلف القضايا المستجöدة في الساحة أو القضايا الأدبية أو الفكرية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ والتي طالما أثيرتú في منتديات أخرى وولدتú شقاقا بين مناقشيها إنú لم يكونوا من نفس التيار.. لكن في منتدى الحبيشي تجد العكس!! لا أحد يحاوöل فرض رأيه بجدال عقيم أو تعصب حزبيأومغالطاتقدتؤخذعليه فهذا كله مما يحرص الجميع في هذا المنتدى الفريد كصاحبه على اجتنابه حفاظا على الروابط الإنسانية التي يجلونها ويعتبرونها أسمى من أي رابط آخر.
اختلف مثقفو وسياسيو اليمن منذ عام 2011م بشكل كبير ووصلوا إلى حدö القطيعة إنú لم يكن الاختصام والفجور في الخصومة وحمل الضغائن تجاه بعضهم البعض وظل مرتادو منتدى الحبيشي هم هم لم يتغير فيهم شيء. فأنت ترى محمود بهران يحاول باستماتة الدفاع عن وجهة نظر حزبه الاشتراكي وفؤاد العسيري يقاوم بشدة ذوبان ماهية تنظيمه الناصري رغم أنه كشخص محبوب وله شعبيته فيما الدكتور عبدالعزيز الوحش يناقش معارضي اشتراكيته برزانة وترو والدكتور محمد المخلافي يقف مبتسما ويحاول الإدلاء برأي مستقöل كعهده لكن ميولاته نحو الإخوان المسلمين – الذين يقöر بميوله لهم – تبدو جلية في ثنايا حديثه. ويظل الدكتور عارف الرعوي أكثر عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام جدالا ودفاعا عن حزبه فيما الدكتور الطيب المتوكöل لا يترك فرصة للدفاع عن أنصار الله/الحوثيين دون اقتناص بدأب ومثابرة يحسده عليها الآخرون.
وفي خضمö هذا النقاش السياسي اليومي لا يمكن أنú تجد شخصا أساء لشخص من مرتادي المنتدى أبدا أو تركه وقت حاجته أو لم يسأل عنه حين غيابه. الجميع أسرة واحدة ومن يأتيهم يصاب بنفس العدوى ويجد نفسه وقد تخففتú مöن الكثير مöن الأحمال التي كانتú عليها قبل زيارة هذا المنتدى والتشبع بروح الحوار الحقيقي والجدال الإيجابي الذي يحرص مثيروه على الخروج بحل سليم ونقطة إجماع.
وبالطبع تكون معظم القضايا الثقافية والسياسية في الغالب هي مöن طرح الشيخ عبدالعزيز الحبيشي الذي يبادöر بالطرح ويجعل رأيه في خاتمة المطاف ولا يأخذ موقفا ممن لم يوافق رأيه ولا تكون كل القضايا التي يطرحها محل إجماع. فقط يظل الاحترام والود المتبادل بين الجميع هو محل الإجماع في هذا المنتدى الفريد.
وهذا لا يعني أنه لا يوجد من يبادöر في طرح القضايا فهناك الدكتور علي الحمادي والدكتور عبدالله طامش والدكتور عبدالعزيز الشعيبي والأخ محمد الأكوع والشباب البارزين أمثال عبدالمنعم الوصابي وفواز الآنسي والكاتب النشيط عبدالله باسلامة وعيرهم من مرتادي وأعضاء المنتدى الدائمين الذين يكون لهم شرف المبادرة بطرح القضايا وإثرائها بالنقاش.
ونتيجة لذلك فقد أضحى هذا المنتدى وجهة أساسية للكثير مöن الكتابö والمثقفين الذين يزورون مدينة إب وكتب عنه وعن صاحبه العديد مöن الكتاب: فهذا الكاتب الشهير عبدالكريم الرازحي يقول: «كم كنت أتمنى لو أن المشايخ ذوي السطوة والجبروت قد استفادوا من شيخ مشايخ إب/ عبدالعزيز الحبيشي وتعلموا منه كيفية التعامل مع مواطنيهم كيما يكونوا محبوبين. الحبيشي سحرني بخضرة قلبه واخضرار حديثه لهذا أسميته(الشيخ الأخضر) إذú لأول مرة أضحك من الأعماق. أليس جميلا أنú نجد بين هذا الجيش الجرار من المشايخ الذين يبكوننا شيخا طيبا يضحöكنا ويدخöل الفرحة إلى قلوبöنا¿! وهل سبق ورأيتم شيخا أو مسئولا له طيبة قلب الحبيشي ورحابة صدره وخف

قد يعجبك ايضا