استحقاقات الدولة الفلسطينية أمام الأمم المتحدة مجددا..
عباس غالب
عباس غالب –
لاشك بأن عام 2014م كان بالنسبة للفلسطينيين عام معاناة وتضحية جراء استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الصهيوني واستشراء سرطان الاستيطان والحرب الظالمة على قطاع غزة إلا أنه كان ايضا عام الانفراج على الجبهة الدبلوماسية خاصة بعد اعترافات البرلمانات الأوروبية المتتالية بحق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف .
وفي هذا الصدد مثل اعتراف الحكومة السويدية منذ يومين إضافة إيجابية إلى الموقف الأوروبي المتعاظم تجاه تصويب السياسيات الغربية إزاء عادلة القضية الفلسطينية خاصة وأن هذه الاعترافات تأتي متزامنة مع قيام المجموعة العربية بطرح ملف القضية الفلسطينية أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الراهنة من خلال استصدار مشروع قرار لرفع هذه المعاناة .. وبالتالي منحهم الاستقلال في عالم لم يعد فيه بلدا أو شعبا يرزح تحت نير الاحتلال راهنا كما هو حال الفلسطينيين .
ومع تزايد الاعتراف الأوروبي فإن جانبا كبيرا من تداعيات المشهد في المنطقة العربية يعود في جزء كبير منه إلى غياب تطبيق معايير العدالة الدولية التي تمارس سياسة الكيل بمكيالين فضلا عن استفحال سياسية القضم والعدوان الإسرائيلي وسد أفق الحل السياسي الذي تمارسه حكومة بنيامين نتنياهو .. وهو الأمر الذي جعل الدول الغربية تعيد التفكير جديا في إمكانية أن يأخذ الفلسطينيون حقوقهم باعتبار أن تسوية هذه القضية سوف يساعد إلى حد كبير في إعادة الاستقرار إلى منظومة الأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم .
وإذا كان العالم لا يخامره شك في أن الإجماع الأممي داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة لن يخذل الفلسطينيين في التعاطي الإيجابي مع استحقاقاتهم في الإجماع على صدور قرار يحدد آليات ومواعيد زمنية محددة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية فإن المخاوف الأكثر تبرز في أن يلقى هذا التوجه معارضة أميركية داخل مجلس الأمن باستخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة هذا التوجه الأممي المسؤول مع عدالة القضية الفلسطينية خاصة وأن وزير الخارجية الأميركي قد عبر عن هذا الموقف الرافض مسبقا .
وانطلاقا من القول العربي المأثور (لا يأس مع الحياة) فإنه ليس من خيار أمام الفلسطينيين غير المضي في اتجاه مواصلة طرق أبواب السلام الذي يرفع عنهم معاناتهم ويعيد إليهم حقوقهم مهما كانت التحديات والصعوبات طال الوقت أم قصر تؤازرهم في ذلك إرادة أممية باتت تتفاعل بشكل إيجابي يوما إثر آخر تماما كما هي الحالة الأوروبية .. على أمل أن يثمر هذا المناخ تغييرا في الموقف الأميركي الذي بات تحت ضغط الرأي العام الداخلي المطالب بحل لهذه القضية الذي باتت تؤرق أميركا والعالم على حد سواء .