أعطني مسرحا….
عبدالرحمن بجاش
قال هيكل لسفير مصري سابق في دول البلقان : كيف لي أن أعرف عمق البلقان ¿ , كانت المنطقة تشتعل أيامها , قال السفير : تابع المسرح , وقال السيد لينين : أعطني مسرحا أعطيك أمة , وفي مصر تستعد قاهرة المعز في صحوة أخرى لاستقبال المسرح القومي , الذي أغلق لست سنوات بعد أن التهمه حريق لا تدري أهو حريق الإنس أم الجان !! , وكيف للقاهرة أن تسهر بدون مسرح , وكيف للأمسيات أن تكون مصريه بدون المسرح !! , والمسرح أمة, والمسرح شعب , والمسرح انعكاس لتطور الواقع أو هو من ينقل الواقع إلى آفاق أرحب وأشمل , وعبد الكافي محمد سعيد رحمه الله أسس للمسرح العسكري الذي أحيا الخشبة لسنين حتى إذا أتى العقم فضاع عبد الكافي والعمراني وطلال , وظل نبيل بما يستطيع يحاول إعادة المسرح إلى الوجود , لكن إرادة الفأر يبدو أنها الأقوى في هذه البلاد !!! , فرصة كبيرة أن تتسلم أروى قيادة الثقافة في البلاد وهي فرصة لو تعلمون عظيمة ستؤدي إلى ثقافة نحلم بها , فما بالي قومي لا يفهمون , وبدلا عن مساندتها فإذا بالخيام والاعتصامات واختلاق المشاكل تكون الصورة التي ظهرت محاولة لوأد الفعل قبل أن يبدأ , ومن هذه النقطة لا بد لنا أن نطالب بإعادة التنسيق بين الثقافة والتربية والتعليم من أجل إحياء المسرح المدرسي , لإعادة الماء إلى ساقية إنماء المسرح بعمومه , وأن يكون للبلد مسرحها القومي فهي خطوة تنقل الثقافة وتكون حاملا لها إلى آفاق أرحب وأوسع , فالمسرح عمق أي بلد وبدونه لا يمكن لنا أن نعيد ألق أمة إلى الوجود , وبدون النص المسرحي المحلي لا يمكن أن يكون لنا مسرح إلا إذا استنجد أيضا بنصوص عربية وعالمه تمزج اليمني بما هو عالمي , لنر في النتيجة النهائية مسرحا يمنيا يكون عنوانه الحياة اليمنية بكل تجلياتها , وما لم نشع الثقافة المسرحية فلن نستطيع أحياء الخشبة بما يؤهلها إلى أن تعج بما هو مسرح حقيقي ينتقل بوعي الناس نحو المستقبل الذي نحلم به , أيضا فتوفير المال للثقافة لتبدأ بإعادة الاعتبار لبنية تحتية , تحتم القول أو السؤال : أين مخططات المدينة الثقافية مكان دار الحمد في العاصمة , وأين فكرة محافظ تعز لمنطقة العرضي ¿ وأين السلطة المحلية تبدأ التفكير بمسرح مدرسي في الأرياف , هو حلم نتمنى أن يرى النور ………..