إعلام التجييش والفرز ..!
خالد الصعفاني
خالد الصعفاني –
قد نختلف لكنها ملاحظات متأمل من أهالي مكة ويدرك من شعابها الكثير .. فمنذ سنوات معدودة توسع جسد الإعلام اليمني متماشيا مع الظروف السياسية المستجدة والقوى السياسية تلك الناشئة أو تلك التي أصبح بعض شخصياتها قادرين على فتح قنوات من أجل لسان الحال لا شريك له ..
.. وعلى الرقعة العربية الأوسع ومنذ سنوات هناك حراك إعلامي ضخم كنا نشتكي من ان أغلبه قشوري الهوى سطحي الرسالة .. لكننا بلغنا معه المبلغ الأسوأ ..!
.. ما أن حل الربيع العربي حتى رأينا إعلاما من نوع آخر .. إعلام مرئي ومقروء ضره أكثر من نفعه بدليل اثره السيئ على معظم المجتمعات العربية وسأقول لكم كيف ..
.. ألم يتجزأ المجزأ من الهم العربي المشترك بفعل إعلام الربيع أكبر بكثير مقارنة بما قبل ذلك ¿
.. ألم ينقسم السياسيون العرب على أنفسهم وعلى قضايا أمتهم بصورة غير مسبوقة ¿ ربما كان أنقسامهم في حرب الخليج الثانية أخف لأنه افرز معسكرين فقط ..!
.. ألم يستدع هذا الإعلام أوساخ المناطقية والطائفية بصورة بعثت على البؤس الجمعي وتبعث على مزيد من الصراع الثقافي والمذهبي الذي لم يكن له نفس واسع قبل هذه المرحلة ¿
.. ألم نشهد سقوطا مهنيا في الاختيار وفي العنوان وفي الصورة وفي المضمون بشكل سجل لبعض القنوات فضائج مجلجلة وسقطات مزلزلة ¿ وكله من أجل إثبات نظرتها وتعزيز رسالتها والتأثير على الجمهور بنفس الهمة السيئة لأجهزة “بروبقندا ” الحرب العالمية الثانية ..!
.. أنا هنا لا أذم الربيع العربي فقد كانت الخريطة العربية بحاجة لها .. كما انني لا أبخس من وقف معه أو اشيد بمن وقف ضده .. لكنني اضع عيني وعقلي على هؤلاء البشر الذين يتحركون بين بغداد و تطوان , يقبعون أمام شاشات التلفاز ويقلبون صفحات الجرائد ويتنقلون بين مواقع الشبكة العنكبوتية الاخبارية هاربين من الرمضاء الى النار نفسها ..!
.. في اعتقادي .. أنقسم الإعلام على نفسه الى فسطاتين .. واحدة مع , وواحدة ضد .. واحدة راغبة تماما , وأخرى متمنعة بالمرة , وفرز الحقيقة بأحد لونين فقط .. فظلت الحقيقة كما ضاعت ” الصعبة” ذات يوم على اليمني أو العربي .. وعملت دورا ضارا في تشظي المجتمع العربي من جهة , وتعميق خلافات السياسيين العرب من جهة أخرى ..
أخيرا :
.. كان أمام إعلام الربيع فرصة أن يكون حلقة وصل بين الأفكار والمواقف وسندا مهما للمصلحة الوطنية أو القومية عربيا .. لكن الإعلام الحكومي والخاص بدلا من ذلك تخندق رغما عنه وليس برضاه ولعب دور عبدالله ابن سبأ حينا , ودور مسيلمة الكذاب في أحيان أخرى , ثم كان حصان طروادة .. وهذه هي النتيجة ..!!