تونس تتعلم …

عبدالرحمن بجاش


 - في اللحظة التي أعلن فيها الدستور التونسي ظهر لكل ذي عقل أن تونس تضع رجليها على الطريق الصحيح بعد مخاض ضروري أنجبت بعده مولودا مكتمل النماء لا يشوهه إلا ما يحاول دعاة
في اللحظة التي أعلن فيها الدستور التونسي ظهر لكل ذي عقل أن تونس تضع رجليها على الطريق الصحيح بعد مخاض ضروري أنجبت بعده مولودا مكتمل النماء لا يشوهه إلا ما يحاول دعاة هزيمة (الربيع العربي) وصم رغبة الشعوب في التغيير بكل النقائص, ترى وتونس المتعلمة تجتاز الآن عنق الزجاجة كيف سيعلق أنصار الهزائم الدائمة !!.
تونس باجتياز الصندوق الحقيقي تضع رجليها على بداية طريق التعلم والتعليم, تعلم الدرس التالي وتعليم الآخرين كيف يخرجون من عنق زجاجة المروجين للهزيمة في أعماق الانسان العربي المظلوم مرتين , مرة بالجهل ناتج التخلف وأخرى بسيطرة انظمة فاسده متحجرة تصر على أنها أشادت دولا وبنت إنسانا بينما هي أشادت سلطات !!.
المهللون للهزيمة يحاولون أن يدسوا في أذهان الجماهير أن ما حدث في تونس انتصار للنظام القديم باعتبار أن قائد السبسي أحد رموزه, هم يروجون كذلك, والسبسي كان موظفا كبيرا كما كان معظم التوانسة موظفين, ولا يعني أن كل من كان موظفا باعتبار الوظيفة حقا عاما فيعتبر خائنا أو متآمرا كما هو العقل الجمعي الرسمي رسخ الخيانة والتآمر في اذهان الناس لغرض في نفسه !!! , فإن يأتي السبسي فلم لا طالما وقد جاء نتيجة انتخابات تنافسية حقيقية وليس بترهيب آخر الليل وعروض الصباح المغرية, وتهديد بعد الظهر, وملء الصناديق ببطاقات مسبقة الدفع , والتجوال بسيارات الجنود بين اللجان ونقل اللجان من اللجان!! وشراء الذمم بالمناصب وسيارات الدفع الرباعي , فاذا أتى الشيطان نفسه وقد اختاره الشعب فلم لا ,,,,وكل نظام سابق اذا اقر بقواعد اللعبة ولم يستغل المال العام ولا وسائل الاعلام الرسمية وتجيير لجان الانتخابات لصالح التوجيه الفوقي اهلا به يعود على موجة الناس, ليكون مستعدا لترك المكان في جولة تالية عبر الصندوق.
أما أن أحكمكم أو احكمكم وسأحكمكم غصبا عنكم وبالفهلوة التي يرافقها مال عام فسحقا لكل نظام سابق وحالي يأتي عبر الطرق الملتوية, ولو كان النظام السابق اذا صح التعبير قد صرف ذلك النهر من الفلوس على التعليم والارتقاء بوعي المجتمع فقط تطبيقا للأهداف الستة فسيكون المواطن قادرا على أن يقول نعم ولا بوعي, لكن النظام السابق ظن بشرائه لولاء المشائخ تحديدا انه سيطر على البلاد وأن بدا ذلك بسبب انتشار الامية والجهل كما تم الحفاظ عليها في خمر وما حولها ليظل ((امشيخ)) سيد الزمان والمكان ايضا في الجعاشن, لنكتشف اننا في لحظة تونسية فارقة بسبب العلم والتعليم وارتفاع الوعي فلا زلنا في المربع الأول ولا عزاء لأصحاب الأهداف من ظلوا يستفيدون منها ولا يعملون على تطبيقها في الواقع, الآن يأتي إلى المشرق الدرس مغربيا تونسيا , يقول بالدستور الجامع أولا من يؤدي إلى عدم التفرد, ويهيئ الارضية للجميع للانخراط في اللعبة, أما أن يظل الدستور كما كان الحال هنا ثوب لدى الترزي يغير فيه كلما دنى اجل الحاكم ليعيده إلى الحياة من جديد فطريق يؤدي إلى الاختناق , الدرس يأتي من تونس , ما يجعلنا نوجه السؤال للمهللين لفشل ((الربيع)) ليس يمنيا وانما في المنطقة كلها : ماذا يعني لكم ما حصل في تونس¿¿ والسؤال أيضا موجه إلى أهل الاستحواذ والتمكين هنا : ماذا لو كنتم فتحتم الساحة للجميع يمارس عليها الفعل ¿ في تونس لا فضل سوى للشعب الواعي من نسب التعليم فيه عالية علو الهمة ……….ولا عزاء للمهللين , إذ أن المخاض طويل فلا تبتهجوا ……………..

قد يعجبك ايضا