ريم القادمة ….
عبدالرحمن بجاش
(( يا من رحلت إلى بعيد ……قصر مسافات البعيد )) …هكذا بدأت ريم وبقوة تترنم باسم عبدالرحمن سيف عقلان رفيق كل الرفاق , أو حافة أسحاق أو الكبير الذي لم يلن حتى لصوت الرصاص , كان إنسانا مضمخا بصوت ريم يستجيب لمناسبة إنسانية يحرص على تمثل أبعادها , حيث النضال يبدأ بالإنسان وينتهي به وإلا فسحقا له نضال !!! .
كان عبدالرحمن سيف عقلان أو المهندس بالنسبة لي حافة أسحاق التي كانت يمنا مصغرا من بيت الشامي إلى بيت الشحمي إلى بيت الكاظمي إلى أنيسة محمد سعيد , وهناك كان غشيم . بدا صباح الأمس ملونا بالحزن النبيل , كان هناك أنيس والعتواني وابو اصبع , كانت هناك بالأمس مآقينا تذرف دموع الفخر برجل كان ابن الوطن , أغتالته لحظة عبثية , كما هو الوطن الآن تعبث به لحظة عبثية أخرى !!!.
صباح الأمس بحثنا عن لحظة الوطن في أربعينية الشهيد عبدالرحمن سيف عقلان , كان هناك كل الذين يبحثون عن دولة مدنية لا مكان فيها لسلاح ولا لرصاصة غادرة تأخذ أجمل ما فينا , كانت هناك بالأمس كلمة عبدالحكيم نور الدين قوية مؤثرة تبشر بريم القادمة التي ننتظرها بفارغ الصبر , ومزيد من الصبر والتحمل في سبيل وطن نحلم به يجلل هامته الدستور والقانون ومواطنة متساوية لا يعلوها سوى عقد اجتماعي آخر مبشر بما حلمنا به ولا نزال , يقينا وطالما وريم القادمة بتلك الكلمة القوية على نغمة وصوت جابر فسنصل مهما ادلهمت الخطوب وبدا أن الرصاصة هي المهيمن , هي الموت الذي يخيف من يحلمون بقدوم ريم القادمة حتما من ندى الفجر , وغبش الصباحات الجميلة , هي زنينة المطر التي ستروي أرضنا ما في ذلك شك طالما والأمل يسكن تلك الصدور التي حرصت أن تحضر تؤبن ليس الشهيد بقدر ما تصرخ في وجه الرصاصة وتدفنها , كان سيف إذا كما قالت ريم ((نعم الاب , المثال , القدوة , نعم المحارب )) وبالنسبة لي كان رفيق الأيام التي ذرذرنا فيها حلمنا بين القبع في قدس والكدرة , وحافة أسحاق مرابع الصبا , بين باب الكبير ومطعم العم طه عبدالله ثابت عنوان زمننا الجميل , حين كانت صدورنا تشهق بالثورة والجمهورية , وبغد لانزال نرنو بأبصارنا إلى الباب الكبير نتوقع قدومه , يقينا أن ريم القادمة بقوة هي القادمة ……فلتفسحوا الطريق لريم ………………