على هامش السؤال
محمد المساح
هو الصمت لا خلاف.. لكنه يمور في الصدور والأحشاء مرارة وأسى.
ويسائلني صاحبي هل جنون القوة يسكر إلى هذا الحد¿ قلت له وأنا في غيهب السرحان والشرود بحثا عن الكيفية أو الوسيلة.. لاستخراج قيمة الغداء وما بعده.
بالتحديد.. سمعت بعضه والبعض الآخر.. طحس ولم يدخل الذهن.. وأجابني بغضب: تتجاهل.. أو تتظاهر بالسرحان¿ قلت له طيب: اعتبرهما الاثنين!
بعدها.. انتظرت.. أن يعاود الكلام لكنه أطبق شفتيه وصمت.
وظلت أقدامنا.. تحاور الشارع أحيانا وأحيانا تتكردف على حافة الرصيف.. والشوارع والأرصفة كعادتها لا تراوغ.. لكنها فقط تترابط مع بعضها في المدن العربية وتلتف حواري وأزقات زغاطيط وزنقات..
ودائما ما تنتهي وفي الغالب إلى صحراء رمل.. أو صحراء من البحر والسراب.. وتفضي في نهاية المطاف على مقابر.. تتزاحم فيها القبور.. وهناك يزين الصمت.. إلا في بعض الاستثناءات حين تسمع.. ثرثرة هامسة لإنسان جن وسكن غابة المقابر.. وظل يهادر الأموات.. وهو لا يدري بالطبع.. هل يسمعه الأموات.. أم لا.. وما دام قادرا.. على الثرثرة وحيدا تلك الثرثرة الهامسة.. هي الوحيدة التي تقطع صمت المقابر والأموات.
بالطبع.. لم نكن أنا وصاحبي.. قد وصلنا.. إلى ضفاف الجنون.. فالجنون بحد ذاته نعمة وبالأخص في زمن العولمة والزجأ.. وروما المعاصرة وسبارتاكوس.. معلقا.. في الميادين العامة.. ينادى العابرين.. من منكم يقول.. لا في وجه قيصر..!
تعبنا أنا وصاحبي من السير.. وأجتلسنا الرصيف.. وقال لي: اسمع.. كم بطرفك ذلحين.. وأنا بأخرج اللي في طرفي وقم.. ندور لنا مدرة سلتة