حكومة الكفاءات بحاجة إلى فرصة للعمل
محمد راجح سعيد
تشكلت حكومة الكفاءات بعد عناء شديد بعد أن أثبتت حكومة الوفاق عجزها عن تنفيذ البرامج التي أعدتها وصادق عليها مجلس النواب, إلا أن المكايدات السياسية بين الأحزاب والتنظيمات السياسية لم تتح فرصة حقيقية لحكومة الوفاق أن تحقق أي إنجازات تذكر وما تطلبه من الأحزاب والتنظيمات السياسية والإعلام التابع لها أن تتيح لحكومة الوفاق العمل بهدوء لكي تحقق أهداف حكومة الكفاءات, أما إذا استمر الحال كما كان عليه من حكومة الوفاق فلا شك أن الحال سيكون نفس ما كان عليه في عهد حكومة الوفاق.
تجدر الإشارة إلى أن العهد الديمقراطي الذي تشهده بلادنا, خاصة في ما يتعلق بالديمقراطية والحرية الحزبية وحرية الصحافة, قد جلب المشاكل الكثيرة للبلاد, والسبب أن الديمقراطية والتعددية لم ترسخ في عقل الكثيرين كما هو الحال في الدول التي لها ديمقراطية, بل إن الديمقراطية في اليمن شيء والتنفيذ شيء آخر, كذلك كثرت مشاكل اليمن منذ تبني الديمقراطية والتعددية, نظرا لعدم القبول بما تسفر عنه العملية الديمقراطية, وأن الديمقراطية لا تزال عند الكثيرين مجرد شعار, بينما الواقع العملي شيء آخر, وما الأزمة السياسية التي عصفت باليمن منذ بداية عام 2011م وحتى الآن إلا دليل على ما ذكرناه, ولولا تدخل أشقاء الجوار والمجتمع الدولي لاحتواء الأزمة لكانت اليمن في حرب أهلية متواصلة.
مرة أخرى نردد: دعوا حكومة الكفاءات تعمل, وفي الأخير حاسبوها, أما أننا نستبق الأحداث فذلك غير مرغوب فيه, ولا شك أن عامل الوقت مهم, خاصة إذا ما علمنا أنه بعد انتهاء حكومة الكفاءات من مهامها سيتم التصويت على الدستور ثم انتخاب مجلس نواب جديد ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية, ويعني ذلك أن استغلال عامل الوقت مهم جدا, وعليه لنترك حكومة الكفاءات تعمل بهدوء وبعد انتهاء مهامها نعمل على حسابها.