آزال في بلاد المهجر

دلال عبدالله



التراث اليمني كثير من يجهله في الدول المجاورة رغم أن اليمن هي أصل العرب وحضارتها منذ آلاف السنين دفع هذا أغلب المغتربين اليمنيين في دول الخليج وغيرها إلى تكريس جزء من جهودهم لنقل ثقافتنا وتراثنا إلى الجاليات العربية ا?خرى في المملكة العربية السعودية
وقد استوقفني هنا مطعم يمني في السعودية يحمل اسم آزال يساهم هذا المطعم في نشر جزء من تراثنا وتقاليدنا عن طريق المأكولات اليمنية وبالأسلوب العفوي الجميل والكرم اليمني الأصيل عند دخولك لهذا المطعم وكمغترب تشعر وكأنك في أرض اليمن الحبيبة وتنسى شعور الغربة. عمال يستقبلونك بالابتسامة الجميلة والأكثر جمالا ما اشتهر به هذا المطعم من الكرم.
في يوم قمت بزيارتهم وعرفت هناك أن للمغتربين اليمنيين خصوصية من إدارة المطعم لأبناء بلدهم فكان مطعم آزال هو ا?ول والوحيد هنا يتعامل مع زبائنه بهذا الكرم والأجمل وما يدعو للفخر أنه المطعم اليمني الوحيد هنا في العاصمة الرياض وتوسع ليكون له فروع في أغلب مدن السعودية ينافس المطاعم العالمية مثل كنتاكي والمطاعم الهندية والإيطالية وأثبت وجوده بفترة قصيرة مما آثار فضولي لمقابلة المدير العام لسلسة مطاعم آزال وصاحبه ضياء منصور الحازمي ليحدثني عن سر نجاحهم وكان جوابه يعكس فكر مغترب يمني أصيل ومثقف قال:
المغترب اليمني لا يستطيع خدمة بلده إلا بنقل صورة جميلة عن اليمن وتراثنا الجميل وهذا أقل شيء نقدمه لبلدنا الحبيب.
حدثني بان بداياته كانت بافتتاح أول فرع لنا في (فنيسيا مول) في منطقه الخبر عام 2011 وبعد 8 أشهر أصبح لدينا فروع في الرياض وجدة والأحساء والمدينة المنورة حتى وصل عدد فروعنا حاليا 18 فرعا و4 فروع تحت الإنشاء أعجبني في حديث هذا اليمني التحدي والكفاح والصبر.
ويكفيه أنه جعل اسم آزال يثبت نجاحه ومنافسته الشديدة لباقي المطاعم العالمية وعكس سمعة طيبة عن رجال الأعمال المكافحين وصل الأمر بسمعته الطيبة أن تأتي إليه طلبات من أصحاب الأسواق (المولات) وعروضا لافتتاح فروع لديهم لما رأوه من تقبل وحب الشعب السعودي وغيره من الجنسيات للمأكولات اليمنية الشعبية.
ومؤخرا قام هذا اليمني بعمل مهرجان في البديعة مول بالرياض شارك فيه جميع الموظفين من سفارة اليمن بالرياض وكذلك من رجال الأعمال الجانب الإنساني الجميل الذي لفت انتباهي قيام صاحب المطاعم اليمنية بزيارة دار الأيتام والمعاقين وتقديم مأكولات يمنية إليهم بين الفترة والأخرى لرسم البسمة على وجوههم.
وهذا الشيء الجميل أشعرني كمغتربة بالفخر بالفعل لأن مثل هذا العمل يمثل رأس الخير وسببا حقيقيا للنجاح الذي كرس جهده في تجارته لنقل صورة وتراث اليمن بشكل جميل وتعريف باقي الجاليات بتراثنا مما قد يسهم في تشويق الناس لزيارة اليمن.