خطوة خليجية في الاتجاه الصحيح..
عباس غالب
خلال قرابة عام كامل عاشت الأسرة الخليجية هاجس الخلاف بين السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية جراء تحفظات الدول الثلاث على السياسات التي تعتمدها السلطات القطرية تجاه التطورات في المنطقة وتدخلها في شؤون شقيقاتها داخل مجلس التعاون الخليجي .. وهو الامر الذي أدى الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين العواصم الثلاث وقطر .
لقد جاء إعلان(( الرياض )) منذ يومين بشأن استئناف العلاقات وعودة السفراء الثلاثة الى الدوحة بمثابه مؤشر على اتاحه الفرصة لتناسي خلافات الماضي بكل تداعياته والتأسيس لعلاقات بناءة بين هذه العواصم الخليجية وعلى النحو الذي يساهم في تطوير آليات التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي باعتباره انموذجا ناجحا على مستوى التكتلات الاقتصادية والكيانات السياسية في المنطقة والتي تهاوت الواحدة تلو الأخرى .
ولاشك بان هذه الخطوة الخليجية الايجابية في ظل سياسات الاستقطاب الحاده جاءت في توقيتها المناسب وفي الاتجاه الصحيح وذلك من خلال العمل المشترك لمجابهة التحديات الحقيقية الماثلة أمام دول المنطقة وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي , إذ أن ذلك سوف يعيد حسابات البعض ممن يسعون الى توسيع شقة الاختلاف بين دول المنظومة الخليجية وبصورة يجنبها عن معركتها الحقيقية في إستكمال عملية البناء والنهوض التنموي الشامل فضلا عن منافحتها تجاه القضايا العربية العادلة وفي طليعتها القضية الفلسطينية وحفظ التوازن بين في علاقات دول الاقليم على أساس من الاحترام المتبادل .
وإذا كنا في معرض استحضار طبيعة هذه التحديات والصعوبات التي تمر بها دول المنطقة فإن مجلس التعاون الخليجي باعتباره يمثل جوهر هذا التوازن الجيو- استراتيجي على مستوى المنطقة فإنه معرض أكثر من غيره إلى استهدافات حقيقية تهدد وحدة كيانه واستقراره واستقلاله الأمر الذي يجعل دول هذا المجلس أكثر استشعارا لمسؤوليات الحاضر والمستقبل .. وبالتالي تعزيز وحدة الاواصر الأخوية فضلا عن ضرورة توحيد السياسات الخارجية إزاء التحديات التي تعصف بدول المنطقة جميعا .
هذا باختصار ما يمكن تأكيده إثر إعلان(( الرياض )) عودة العلاقات الدبلوماسية مع قطر والنتائج الطيبة وهي تتخطى هذه الأزمة على قاعدة الشراكة والمسؤولية في مجابهة ما يحاط بالمنطقة من مخططات وذلك من خلال العمل بروح الأسرة الخليجية الواحدة على تجاوزها خاصة وأن المنطقة تعيش وضعا خطيرا يتهدد حاضر ومستقبل الأمة وليس مجلس التعاون الخليجي فحسب .