((ما نعرفهمش)) !!
عبدالرحمن بجاش
من الملاحظات التي أبداها البعض حيال التشكيلة الحكومية التي أسميتها أنا ((حكومة الناس)) , أنهم لا يعرفون معظم الوزراء , ملاحظتهم محترمة لاشك في ذلك وتدخل في بند إبداء الرأي , والرأي مهما اختلفت معه يظل هو وصاحبه محترمين , وبالمقابل وانطلاقا من تلك الأرضية أقول أنه طوال سنين توقف الزمن في التشكيلات الوزارية على وجوه بعينها , وكذا التعديلات والتغييرات المحدودة , فكاد الامر يصير وراثة في أسماء بعينها ظلت كأحجار قطع الشطرنج تذهب من هنا, تعود هناك, تتوزع في خانات محددة معينة, ولا تخرج مطلقا من دائرة دعوة الوالدين , كان معظم ما يحصل فتحت يافطة ((قالوا افسد, قالوا فشل , غيره ولا تحاسبه)) وأركنه فترة من الزمن حتى إذا نسي الناس أعد إنتاجه بقالب جديد فالمهم ولاؤه !!!, والأمر ظل شبيها بتغييرات مدراء الأمن لفترة طويلة إذ ظلت وجوه بعينها تتبادل المحافظات حتى ظننا أنهم سيورثوها , ولم ينج ضباط الصف الثاني إلا موت معظم تلك الأسماء ولا نشير للأمر تشفيا – معاذ الله -, في هذه الحكومة بلغ نسبة الجديد أكثر من 70%, وهذا الجيد في الأمر, على أن من بقي من الوجوه القديمة فلأشخاصهم وليس لأحزابهم , الآن يفترض أن تتغير القاعدة وابتداء نقول أن الإنجاز هو الأهم, لا يهمني أن أعرف الوزير ويظل التقييم حسب المعرفة, بل أن الحاجة تستدعي آلية للتقييم والمحاسبة, فمجلس الوزراء منظومة متكاملة, يحكمها او هي ملزمة بتنفيذ برنامج حكومي, يستدعي الامر مكاشفة كل سته أشهر , وإذا تقرر تغيير وزير فلا بد أن تبين الاسباب له وعليه , يكفي ما تعودنا عليه (( غيره وخلاص )) لأن هذا محسوب على هذا وذاك محسوب على ذاك , قل نسب محدده لكل مركز من مراكز القوى !! , وتأسيس قاعدة جديدها أن الوزير الذي يفشل فلا يتم تدويره في وزارة أخرى , فيكفي انه فشل في الأولى , فقد تعودنا أيضا على هذا التقليد المفسد (( فشل هنا اذهب به هناك )) ولن أزيد في هذه النقطة, علينا أن نرسخ تقليدا يقوم على الشفافية المطلقة, فمكاشفة الناس سيطيل عمر أي حكومة لأنها ستظل محمية بقناعة الناس بإنجازها ليس بالعلاقة الشخصية بوزرائها , فقد مل الناس حكاية ابعدوه بدون ابداء الاسباب , ثم أن هناك وزراء يظلمون , اذ يتم تغييرهم ليأتي بديلا عنهم من المؤلفة قلوبهم والعاملين عليها , وقد انجزوا, لكن جليس الليل غلب جليس النهار !!, إذ طالما نظر إلى المواقع القيادية على أنها دكاكين للرزق و((ما عد يشتي قد ادينا له مؤسسة)), حتى تعودت النخب على أن الرزق يأتي من دعاء الوالدين والرضى والبركات التي يمنحها الاهل والخلان !!! وهات يا جري من مقيل الى مقيل !! , اقول مرة أخرى أن على الحكومة تقديم كشف بما انجزت كل ستة إشهر , واعتماد مبدأ الشفافية في كل وزارة, إذ قد مللنا غيروه جيبوا غيره , وتستمر التغييرات والتبديلات ونحن نسأل (( هل هو صاحبك وكيف طبعه )) ….لا يهمني طبعه, ولا لونه, ولا لأي أسرة ينتمي, ولا من واسطته, ولا من أوسط له, ولا نوع البدلة التي يلبس, ولا الصندل الذي ينتعل , ولا الاكل الذي يعجبه ولا لون السيارة التي يفضل , ما يهمني في الأول والأخير …..هل أنجز أم لم ينجز¿ , هل حوسب ام ترك الحبل على الغارب¿ اعتمادا على أنه محسوب على أو على….. ولتحدد لكل وزير فترة محددة لإحداث نقلة نوعية في وزارته, …كما قلت هنا : دعوا الحكومة تنتصر, وننتصر لها فإن اثبتت عجزها فليفتح الله عليها ….وليكن عند رئيسها لحظتها الشجاعة ليقول: عجزنا, وليحتكم كل وزير إلى الشفافية هاديا للعمل ……