مرحى يا عراق .. هل من رؤية استشرافية لمستقبل العراق في المدى المنظور¿

أ.د.عمر عثمان العمودي


 - الحلقـــــــة 23
- من متطلبات تقديم الدارس على سبيل المحاولة رؤية استشرافية مستقبلية في أي موضوع يقوم بدراسته أن يكون لديه
الحلقـــــــة 23
– من متطلبات تقديم الدارس على سبيل المحاولة رؤية استشرافية مستقبلية في أي موضوع يقوم بدراسته أن يكون لديه ما يكفي من الحقائق والمعلومات الموضوعية عن هذا الموضوع أو المشكل وبدون ذلك فإن توقعاته ستدخل في مجال التخمين والرجم بالغيب الضعيف المصداقية وفي حالة المشهد العراقي الحالي وأطرافه وقواه السياسية والاجتماعية والمذهبية وأجندتها الإقليمية والدولية المتباينة فإن أكثر المعلومات المتوفرة هي ذات طابع ضبابي متناقض, فلدينا دولة فاشلة وحكومة عاجزة ومجتمع سياسي فاشل وممزق وأحداث متسارعة وصراعات وإرهاب وعنف وتصفيات دموية في كل مكان ولا أحد يعرف ماذا يريد¿ وكيفية الوصول إلى ما يريد¿ وكل جماعة من الجماعات السياسية المذهبية الكبرى تفتقر إلى تماسك ووحدة مكوناتها على مستوى القيادات وعلى مستوى الأفراد.
– خيار الدولة الاتحادية الفيدرالية المدنية الديمقراطية لعراق واحد قوي ومستقر يصعب إنجازه في السنوات القليلة القادمة لعدم توفر المقومات اللازمة له.
– خيار الفيدرالية القائمة على سياسة المحاصصة والتوافقات الطائفية والحزبية والأعراف المرتبطة به على حساب النصوص الدستورية ويبدو أن هذا الخيار يسير في اتجاه الترسخ أو البقاء لفترة طويلة ما لم تعصف بأوضاع العراق أمور أخرى مضادة قوية ومستجدة.
– خيار تقسيم العراق إلى ثلاث دول ولا أحد يعرف كيف سيكون¿ وما هي المدة اللازمة لذلك¿ وهل سيكون سلميا أم على أساس التغلب ومنطق القوة على مستوى الكتل الثلاث شيعة وسنة وأكراد وفقا لما يحدث بين هذه الكتل وداخل كل كتلة منها.
– خيار التمزق الأكبر والاقتتال الأهلي بين المراقبين في شمال ووسط وجنوب العراق جماعات سياسية وطائفية وعسكرية متقابلة في مد وجزر وتقدم وتراجع وتطور وانكماش وهذا الخيار من الخيارات القائمة والمرشحة للاستمرار لسنوات قادمة وقد تطول وتطول بسبب ظروف العصر وعجز كل جماعة على حسم الصراع مع الغير وتحقيق النصر لها وحدها.
* حلم العراق الواحد ومسؤولية من¿
– إن حلم العراق الواحد عراق الحضارة والثقافة والعراقة والتاريخ عراق الإباء والعزة والازدهار والقوة لا يزال قائما وقابلا للإنجاز والتحقق وهو في الوقت الحاضر في حاجة وضرورة قائمة ومطلوبة وتتمثل أساسا في تكامل وتآزر الأمرين التاليين:-
– الأمر الأول وهو الأهم وهو الأول والآخر ويتمثل في المواطن العراقي ابن الأرض العراقية ووريث التاريخ العراقي المجيد عبر كل العصور العراقية التاريخية والوطنية والإنسان المعتز بوطنه وقيمه والقادر على العطاء والبناء والإيثار والتضحية من أجل المصلحة العامة الإنسان الوطني العراقي هو الركيزة المحورية للحفاظ على العراق الديمقراطي الواحد, الوطن للجميع والخلافات المذهبية والحزبية والمناطقية يمكن حلها وتجاوز خطرها عن طريق التسامح والحوار السلمي وقبول الرأي والرأي الآخر وبدون عزيمة وإرادة المواطن العراقي ذي الحس الوطني الصادق المدى والمتحضر فإن العراق سوف يتعرض للتمزق والضياع, وقوته والمحافظة على وحدته وسيادته هي بيد أبنائه.

قد يعجبك ايضا