وداعا للشهيد الدكتور محمد عبدالملك المتوكل
صادق هزبر
اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل هو اغتيال للحكمة اليمانية. اغتيال للعقل للوسطية للوطن .
إن الشهيد الدكتور محمد المتوكل كان أمة يقول الحق لا يخاف ولا يهادن رجل المواقف .لم يكن متعصبا لحزب ولا لقبيلة ولا لطائفة حزبه الوطن وسلالته اليمن وانتماؤه لدولة مدنية عادلة . رجل صادق مع ذاته ومع الله ومع الوطن لم يكن من هواة المناصب وعشاق العقارات والأرصدة في البنوك لم يمد يده للغير الا مصافحا للسلام والتحية يرفض المرافقين والسلاح والسيارات زاهدا في كل ماديات الحياة .ايها الراحل الشهيد ان الطريق التي كانت تسلكها قدماك هي اليوم تبكي فراقك وتحن عليك إن العين لتدمع وان القلب يبكي ألما لفراقك ايها العلم الشامخ بالأخلاق والوطنية والعفة وقول الحق. هنيئا لك الشهادة وانت اليوم تقابل ربك لم تظلم احد ولم تتطاول على احد ولم تأخذ مال احد ودع جسدك النحيل ولحيتك البيضاء وقلبك الطاهر هذه البلاد التي تأكل أبناءها بنار التطرف…والغدر وعدم الإحسان. اي مكان سيتسع للقاتل اللعين وأي فضاء سيقبل أيادي الغدر والقتل أين سيضع وجهه امام الله والخلق وهو ينفذ طلقاته اللعينة في صدر القلب الحنون والشايب الجسور الدكتور المتوكل .التقيته قبل فترة وبدأنا الحديث عن الشباب وكان الشهيد يحمل قضية طن وعلى رأسها قضية الشباب وبدأ حديثه عن الوضع وقال : هناك عشرات الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد سنويا ولا يتم استيعابهم او توظيفهم او وضع خطة حكومية للاستفادة من طاقتهم وان هناك تراكمات في تلك الخرجات وهذا بحد ذاته بحاجة الى دولة تحتضن شبابها. هذه الكلمات لا تزال ترن في أذني ولن أنساها صدقوني ان مثل هذا الرجل لا يتكرر في هذا الزمن .
واحسرتا عليك أيها الشهيد.. ستظل عظيما في قلوبنا. اليوم ايها الشهيد الدكتور محمد عبد الملك التوكل ان روحك الطاهرة هي رسول اليمن والعدالة والحب والنزاهة الى الخالق عز وجل ابلغه أيها الحبيب بما يصنعه اليمنيون اليوم من مآس وقتال من أحقاد وخصام.. ابلغ الخالق عز وجل مانحن فيه أيها الحبيب الخالد لان قولك لا يحيد عن قول الحق. انت اليوم امام الله نبض كل اليمنيين ونبض كل البسطاء والفقراء ..ابلغ الخالق عز وجل جرائم الساسة واختلافاتهم وفسادهم.
رحم الله شهيد الوطن الدكتور محمد عبد الملك المتوكل وعزاؤنا لأبنائه وبناته وللوطن.