الدكتور المتوكل لم يمت !

جمال الظاهري

جمال الظاهري –

الدكتور المتوكل فقيد بحجم الوطن .. من قتله إنما أراد قتل الشعب اليمني .. قتله في أخلاقه وعقله وفكره المستنير .. قتل السلم والمحبة والتواصل .. قتل العقل والقبول بالآخر الذي يختلف معه في إطار السلمية والتنوع .. قتل كل شجاع منصف يسمي الأمور بمسمياتها..
أشعر الليلة بأني وأبنائي وكل من أعرفهم قد اغتيلوا وأن إبليس هو من اغتال كل ما يعيننا على الحياة وكل قبس ينير درب أبنائنا ويدلهم على طريق المحبة والأخوة ..
اغتال قدوتهم في إدارة الخلافات بعقلانية تتفق على أن الجميع شركاء وأن الواحد من مسخر للجميع وأن الجميع في خدمة الفرد في إطار يجمع المتنافر ويمزجه ليخرج بمنتج واحد اسمه الوطن اليمني ..
طبت حيا وميتا أيها القامة التي أقضت مضاجع أعداء الحياة أعداء الأخوة والإسلام أعداء هذا الشعب الذي أنعم الله عليه بصفات المرونة وباللين ورقة القلب والقدرة على التعايش في ظل التنوع الإيجابي ..
لك الله عشت شامخا فكان من الطبيعي أن تتوج الشموخ بوداع أكثر شموخا .. عشت بيننا معلما وها أنت تغادرنا عبر بوابة الدروس والعبر التي يجب أن نتعلمها من سيرتك العظيمة ..
شخصية بهذه الصفات وبذاك التاريخ لم ولن تموت وواهم من أراد تغييبك بهذه الصورة .. بل وغبي وأحمق من ظن أنه سيدفنك لأنه بفعله القبيح هذا إنما أسس لك صرحا شامخا مجيدا من بوابة الشهادة النقية ..
صرحا يجاور صرح حياتك المعطاءة ويفوقها تضحية وشجاعة وتواضعا ودروسا.