مغامرة أميركية جديدة غير محسوبة النتائج!

عباس غالب


 - 
فيما بدأت الدوائر الرسمية الأميركية انتقاد قرار تحرك إدارة البيت الأبيض لقيادة التحالف العسكري ضد (داعش) في العراق وسورياكذلك هي وسائل الإعلام الأميركي

فيما بدأت الدوائر الرسمية الأميركية انتقاد قرار تحرك إدارة البيت الأبيض لقيادة التحالف العسكري ضد (داعش) في العراق وسورياكذلك هي وسائل الإعلام الأميركية التي ماتزال تطرح تساؤلات عن الجدوى من المشاركة في هذه الحرب وإلى متى¿ وما هي كلفتها¿
وفي هذا السياق لاينسى الأميركيون ( نخب ومؤسسات) استحضار تجارب واشنطن في إدارة النزاعات والتدخل العسكري في المنطقة وتحديدا في العراق التي يبدو أنها عادت إليها مجددا تحت يافطة قيادة التحالف العسكري لإيقاف سيطرة قوات (داعش)في هذه المنطقة الحيوية من العالم, والحقيقة إذا ما توقف المراقب أمام معطيات هذه التطورات في الساحة العربية فإنه سيتوصل تلقائيا إلى أن ثمة مشروعا للتقسيم بات قيد التنفيذ خاصة مع تبلور رؤية ميدانية لإقامة دولة كردية في المنطقة السورية المحاذية للحدود التركية..وهو ما يثير حفيظة النخبة الحاكمة في (اسطنبول )باعتبار أن ذلك سوف يشكل خطراعلى أمنها القوميخاصة لجهة التعامل مع الأحزاب الكردية المحظورة كحزب العمال الكردستانيفضلا عن إمكانية انسحاب هذا المشروع الأميركي على أجزاء من الأراضي العراقية لإقامة دولة سنية وفصلها عن نسيجها العراقيخاصة بعد استكمال ملامح الدولة الكردية المستقلة في شمال العراقفيما تتأسس الدولة الشيعية في وسط البلاد.
من هنا كانت أهمية التساؤلات المطروحة إزاء الحرب القائمة بين قوات التحالف بقيادة واشنطن وبين تنظيم الدولة الإسلامية ..وإلى
أي مدى يمكن أن تؤثر سلبا على جغرافية المنطقة فضلا عن الكلفة الباهظة التي ستتحملها الدول الممولة لهذه الحرب والنتائج المدمرة التي ستفضي إليها.. وهي بالقطع تساؤلات مشروعة خاصة وأن الغرب أكثر من سيكتوي بنار هذا النتائج الكارثية التي تضع الكيانات المجتمعية في هذه الأقطار أمام شرخ بالغ التأثير على حاضر ومستقبل الأمة.
وفي هذا الصددلا يمكن إغفال شهية دول الإقليم المفتوحة أمام تنامي هذا المخطط وإمكانية انهيار وتحلل دول المنطقة العربية للانقضاض على ما تبقى من تماسكها وإحياء مشاريع الهيمنة الاقتصادية والمذهبية وذلك بناء على إفرازات الأزمات المتلاحقة التي صارت إليها الأوضاع في لبنان وسوريافضلا عن العراق ومؤخرا اليمن التي تقود (بالنتيجة) إلى أن ثمة طبخة يتم الإعداد لها فوق نار هادئة لتقسيم المنطقةتحيي أوارها الإدارة الأميركية والعواصم الأوروبية التي تهرول كثيرا وبدون دراية في تمويل مشاريع تعود بالوبال على وحدة كيان الأمة العربية ..ودون إدراك واع لأبعاد التدخل العسكري الذي تقوده بين الفينة والأخرى إدارة البيت الأبيض لتمرير مخطط التقسيم بامتياز كامل.

قد يعجبك ايضا