رؤية تحاصصية

جميل مفرح


 - 
* ترى كم تبلغ نسبة المتسيسين من مجموع عدد سكان اليمن ¿! باعتقادي تصل نسبة هؤلاء خمسين في المائة من المجموع الكلي  فيما تشير توقعات دارسين ومتابعين إلى أن النسب

* ترى كم تبلغ نسبة المتسيسين من مجموع عدد سكان اليمن ¿! باعتقادي تصل نسبة هؤلاء خمسين في المائة من المجموع الكلي فيما تشير توقعات دارسين ومتابعين إلى أن النسبة تصل الخمسين في المائة وربما تتجاوز ذلك ببضع درجات.. وإذا أخذنا بأي الرأيين فإنه لا يكاد يكون هناك فرق فنصف الشعب أو فلنقل قرابة نصف السكان لا علاقة لهم بالعمل السياسي المعتمل على الساحة الوطنية ولا تعنيهم صراعات القوى السياسية على نسب التمثيل والاستحواذ على حقائب الحكومة أو الخلافات الجارية في عملية التحاصص والتقاسم التي ينشغلون بها عن كل ما من شأنه إنقاذ الوطن وسرعة إنعاشه واستقراره حيث أن ذلك هو الهم الأكبر والرئيسي والأهم الذي يعني كل أبناء الشعب سواء المنتمين إلى أحزاب سياسية أو سواهم.
* إن نجاه الوطن وإخراجه من هذه الفوضى المتشابكة والمتداخلة من تجارب المتابعة والملاحظة طوال أربع سنوات لم تكد تكون يوما هما حقيقيا لدى تلك القوى المتصارعة بقدر ما كانت لدى شريحة بل شرائح كثيرة وعريضة من أبناء الوطن فقد أثبتت تلك القوى السياسية المتصارعة ومن يتبعها أنهم أبعد من أن يضعوا بقية أبناء الوطن في حساباتهم بقدر ما يهمهم ويعنيهم كثيرا وجدا موضوع ما يحصلون عليه من الوطن باعتبار الوطن في حساباتهم لا يعني أكثر من حكومة وحقائب وزارية ومناصب عليا ومتوسطة ودنيا يتم السيطرة عليها وتوزيعها على أتباعهم ومناصريهم وأيضا دون إدراج بقية أبناء الوطن من المستقلين وغير المتحزبين والسياسيين في حساباتهم الأنانية المفرطة!! وبذلك تفعل وتظل قائمة عمليات الإقصاء والتهميش والظلم التي عاناها وسيظل يعانيها أكثر أو أقل بقليل من نصف أبناء الوطن.
* وبالتالي يتساءل كثيرون ممن هم بعيدون عن السياسة غير المنتمين إلى أحزاب وتشكيلات سياسية .. هل عليهم مجددا أن يظلوا خارج حسابات وطنهم الذي يمتلكون فيه قدر ما يمتلكه أولئك السياسيون ¿! أم أن عليهم بالضرورة الانتماء إلى أحزاب وتنظيمات ليظلوا أو ليصبحوا رقما محسوبا ينظر إليه ¿!
ومن هنا نتذكر مثلا ما حصل في مؤتمر الحوار الوطني الذي مثل خلاصا وفكاكا للوطن في أحلام اليمنيين غير أن السياسيين أيضا سيطروا عليه ليملوا على بعضهم إملاءاتهم الاختلافية ويفرضوا تواجدهم وتحاصصا مماثلا للقائم حاليا دون حساب بالمرة لنسبة كبيرة من أبناء الوطن .. وبالتالي جاءت نتائجه غير معنية ولا مهتمة بأبناء الوطن بقدر ما ركزت على أولئك السياسيين الحفنة متناسية تماما الشعب الذي يمثل قوام الوطن حد أن الكلمات الختامية لجلساته خاطبت السياسيين وخاطبت الداخل والخارج من النظم السياسية الراعية ولم تكلف نفسها حتى بفقرة صغيرة موجهة لعموم أبناء الوطن أي للشعب اليمني الذي من المفترض أن يكون معنيا بكل ما يحدث ويجري في الوطن أكثر من هؤلاء وأولئك !!
* وبناء على ذلك برأيي المتواضع الخاص على جميع القوى المتسابقة والمتحاصصة أن تضع في اعتبارها ولو بقليل من الاهتمام عموم أبناء الوطن وهي تقوم بأدوارها أو تسعى لنصيبها في هذه المحاصصة أو تلك وأن يكون الشعب هو هدف شغلها واشتغالها السياسي ما لم فإن كل ما يجري وسيجري مستقبلا ليس سوى صراع على الفراغ أو بالأصح صراع لا غاية منه سوى تواصل واستمرار الفشل الذريع الذي تعوده الشعب منهم في كل منعطف ومتغير في عامة شؤون البلاد ومصالحها..
والنداء الذي يجب توجيهه لتلك القوى من قبل عموم أبناء الوطن هو أولا التنبيه بها .. نحن هنا ما نزال موجودين على قيد الحياة وننتظر نصيبنا منكم.. ونصيبنا هو الأداء الوطني الحقيقي الذي يخدم كافة الشعب وليس من ينتمون إلى أحزابكم وتنظيماتكم فقط..
* أخيرا سمعنا أن هناك من القوى السياسية كانت تروج لنفسها قبل أسابيع بأنها مستعدة للتنازل عن أي مستحق سياسي وتحاصصي يعنيهم وذلك مراعاة للمصلحة العامة للوطن وحفاظا على الوطن من الانهيار ولم تمض سوى أيام أو أسابيع قليلة لتنفضح تلك المزايدات وتبدو عارية وواضحة كأنها حقيقة مشمسة ليقفوا ضد أي خلافات حقيقية وحلول تخرج بالوطن والأمة من مآزقهما مشددين ومتشددين في نيل حقوقهم التحاصصية وبطريقة معرقلة للغاية لأي عملية سياسية بل ويطالبون بأكثر ما يستحقونه أو كانوا قد استحقوه دون وجه حق سليم..
وبهذا يبدو جليا وواضحا أن السياسيين مهما حاولوا تلبس الوطنية والفضيلة والنقاء يظلون لا يستطيعون التخلي عن صفات وأخلاق السياسيين التي تفوح بروائح الانتهاز والأنانية والتي تفتقد لصفات الإيثار والتضحية والتنازلات التي كثيرا ما يشغلون بها أسماعنا وإدراكنا!!

قد يعجبك ايضا