الاعلام…جفاف وتخبط !

واثق شاذلي

مقال


 - بالرغم من مرور أكثر من ستين عاما على مزاولتنا للعمل الصحفي والاعلامي بمختلف أشكاله ومع معرفتنا بأهمية وخطورة هذا العمل وضرورته وفوائده إلا اننا لم نقطع فيه ما يجعله جسدا حيا فاعلا في
واثق شاذلي –

مقال

بالرغم من مرور أكثر من ستين عاما على مزاولتنا للعمل الصحفي والاعلامي بمختلف أشكاله ومع معرفتنا بأهمية وخطورة هذا العمل وضرورته وفوائده إلا اننا لم نقطع فيه ما يجعله جسدا حيا فاعلا في حياتنا وحياة شعبنا . الجسد الحي له طراوة وحركة لا تنقطع تتفاعل مع واقعه ومجتمعه وتعمل على تغييره الى الافضل على عكس ما نراه في اعلامنا بعيدانه الجافه القاسية القابلة للقصف والاقتلاع والتي قد تصيبنا رؤوسها بكثير من الجروح والألم إذا لم نتنبه اليها في طريق سيرنا .
ستون عاما كانت كافية وأكثر لكسب الخبرة وتوفير الامكانيات وبناء الكوادر ووضع تقاليد العمل والبناء عليها وتأسيس وتطوير مرافق ودور الاعلام الرسمية والاهلية والحزبية كي تلعب دورها في حياة شعبنا ووطننا , لكننا لا نجد في الواقع (اللهم فيما ندر) إلا ما يشبه العشش العشوائية التي تنبت وتزول كنبات الفطر وما أكثر انواع هذا الفطر السام والذي يحذر منه خبراء الزراعة والفلاحة انفسهم.
الحديث عن إعلامنا خلال هذه الفترة الطويلة منذ نشوئه وحتى اليوم لا يمكن حصره في مثل هذا العمود إلا أننا سنحاول قدر الامكان وباختصار النظر الى أهم الصعوبات والعوائق التي جعلت من اعلامنا مجرد اسفنجيات رخوة تمتص الماء وتنفته في عملية متواصلة ميكانيكية كمن يتلقى أوامره فيستوعبها ويعيد قولها وكأنها صادرة عنه وهو ليس اكثر من مجرد ناقل, فالماء هو الماء سواء الذي يمتصه بإذنه أو ينفته عن طريق فمه مع اختلاطه هنا ببعض شوائبه الاسفنجية التي تزيد من ضرر عمله .
اعلامنا مازال على ضفة النهر او شاطئ البحر الذي خرج منه لم تنبت له اياد يعمل بها ولا ارجل يسير عليها ولا معدة يهضم بها ولا عقل يفكر ويدير به شؤونه وشؤون عمله وفيما ندر فقد اصبح اعلامنا يحمل فوق ظهره الهش اكثر من طاقته المحدودة لهذا فهو غالبا مايسقط بحمله هذا فوق رؤوسنا وقد يصاب هو لكنه يحطمنا .
الحديث عن اسباب تخلف الاعلام كثيرة, لكن السبب الرئيسي والاساسي في تخلف اعلامنا هو العقل .. الادارة .. القيادة , العلة اساسا ودائما هي في قيادات العمل الاعلامي والمثل يقول ” إذا كان المرض في الرأس فمن اين ستأتي العافية” ما توفر لإعلامنا اليوم مقارنة مع ما كان الحال عليه بعد ثورتي سبتمبر واكتوبر كثير لكن اعلامنا مازال يحبو ويكاد يخاف ان يسير .
في الاحد القادم سيتناول حديثنا بإذن الله
/ نماذج من قيادات العمل الاعلامي
/ اصرار على ابقاء المتقاعدين وتشريد الشباب المتعلم
/ قادة لم يزورا أهم مرافق اعمالهم
/ إدارة المؤسسات الاعلامية بالريموت والتقارير المزيفة .

Wams2013@hotmail.com

قد يعجبك ايضا