تعز …غصن نضير

عبدالرحمن بجاش


 - من الأمس الأول عدت اقرأ من جديد كتاب (( مدينة تعز .....غصن نضير في دوحة التاريخ العربي )) , بعد أن فقدت النسخة الأولى , ليهديني مرة أخرى زميلي فؤاد عبدالقادر نسخة أخرى ,
من الأمس الأول عدت اقرأ من جديد كتاب (( مدينة تعز …..غصن نضير في دوحة التاريخ العربي )) , بعد أن فقدت النسخة الأولى , ليهديني مرة أخرى زميلي فؤاد عبدالقادر نسخة أخرى , وقد حصل عليها بإحدى مكتبات تعز , ولي ملاحظة في البداية وتسري على معظم الكتب التي تطبع في المطابع المحلية ولا يتنبه لها المؤلفون تتعلق بالاغلفه , حيث لا يهتم احد بها للاسف الشديد , بينما الغلاف هو من يدعوك أو يسلم عليك , ضف إلى الاخراج كفن راق تراه في اغلفة مطبوعات كتب (( دبي الثقافية )) الشهرية , حيث يدعوك جمالها إلى الاحتفاظ بها كلوحات على جدر الدواوين !! , ضف إلى ذلك الخط الذي يكتب به عنوان الكتاب !! , وغلاف الطبعة الثانية من كتاب زميل المدرسة الصديق محمد محمد محمد المجاهد اسوأ من سابقه , خاصة الخلفي منه , والمجاهد محمد رحمه الله سليل اسرة كريمة من آل المجاهد الكرام في تعز , وابرزهم القاضي عبدالجبار , والاستاذ الكبير محمد المجاهد رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأسبق , والملاحظة التي شدتني من قراءتي الأولى وهذه القراءة , اللغة الشفيفة للمجاهد حيث تبين تمكنه منها تماما , وامساكه بزمامها , ولا سامح الله من صحح , إذ لم يتوحد بالمحتوى ليعشقه ويصححه , فتعامل معه كأنه مجرد ملصق لبضاعة رديئة !! , اما إخراج الصفحات الداخلية فإخراجها يشبه في سوئة ويزيد كتاب جار الله عمر الصادر عن مركز الدراسات !!, ما تضمنه الكتاب جهد مبدع لمبدع بذل أقصى ما يستطيع وفاء لمدينته وللبعد اليمني فيها بدون نقصان , من ((الجهملية)) أو الجحملية , إلى الحبيل , من المعتبية إلى قصر المعقلي , من الحي الملكي (( ثعبات )) إلى ((اجيناد)) زوجة المظفر التي اوقفتها كمقابر للمسلمين إلى الاجينات الشمالية التي ازيلت بقرار ومعها اختفى قبر من فسر حلم (( جهة الطواشي المكرمة )) زوجة المظفر كما كان يطلق على النسوة , أو ((الخواتين)) وهن نساء الصفوة ومفردة خاتون , قبر الامام المهدي لدين الله ابراهيم بن تاج الدين الذي أعلن نفسه اماما من ظفارعام 670هـ , ((فحدثت الحرب …..وتمكنت جيوش المظفر من الامام ووقع في الأسر, وعندما وصل إلى تعز في هيئة غير حميدة زجر السلطان المظفر رجاله وعنفهم واستقبله استقبال الملوك وتبادلا التهاني هذا بالسلامة وذاك بالنصر)) !! , كانت تعز في مراحل متتابعة , يقدمها المجاهد على لوح من ذهب لمن يريد أن يقرأها ويفهمها ويدرك أسرارها التي تبدأ من حصنها الاخضر (( القاهرة )) إلى ما تبقى من تعز المجاهد (( عد ينه )) بمعتبيتها , وملكها الظاهر الذي اندثرت مدرسته, وبقيت حارته التي حملت نفس الاسم (( الظاهرية )) , وأنا بقيت لي حارة (( اسحاق )) احن إليها كلما عدت إلى تعز التي تخرج دوما منبعثة من بين الركام , واسمها فعل(( تعز)) كما كان اسم تلك المدينة في العراق سامراء (( سر من رأى )) , في هذه الأسطر لن استطيع تقديم كل ما ابدعته يد, ولغة, وأسلوب زميلي وصديقي المرحوم محمد المجاهد , فقط هي محاولة لاستفزازكم للذهاب إلى المكتبة وشراء نسخة من كتاب (( مدينة تعز …غصن نضير …..في دوحة التاريخ العربي )) , سيقول البعض أن اللحظة لا تحتمل مجرد التفكير في القراءة , وأنا أقول بل هي اللحظة الأكثر مدعاة لقراءة مثل هكذا كتاب….

قد يعجبك ايضا