دولة فلسطين

عباس غالب


 - مؤخرا طرأت مواقف أوروبية إيجابية غير مسبوقة تصب في قناة الدبلوماسية الفلسطينية الهادفة تحريك المياه الآسنة تجاه هذه القضية العادلة بامتياز, حيث وجدنا منذ أسبوع رئيس وزراء
مؤخرا طرأت مواقف أوروبية إيجابية غير مسبوقة تصب في قناة الدبلوماسية الفلسطينية الهادفة تحريك المياه الآسنة تجاه هذه القضية العادلة بامتياز, حيث وجدنا منذ أسبوع رئيس وزراء السويد الجديد والذي يحق له بحسب الدستور الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون الرجوع إلى المؤسسات التشريعية.. وقد لـوح إلى ذلك بصراحة.
أما الموقف الايجابي الآخر الملفت للنظر والذي يصب في نفس الاتجاه ما صدر عن الخارجية الفرنسية باحتمالات الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار أن ذلك هو الحل الأنسب لإخراج المفاوضات المترنحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبالتالي وضع حد للتدهور القائم في منطقة الشرق الأوسط والذي ينعكس بدوره على أمن واستقرار السلام العالمي.
وثمة تصريحات مشابهة وذات دلالة صادرة عن الدوائر الرسمية في الخارجية البريطانية عن قرب الاعتراف بالدولة الفلسطينية تبعا لمقتضيات استتباب الأمن في هذه المنطقة الحيوية من العالم, خاصة بعد أن وصلت الجهود الأممية السابقة في إطار تنفيذ مقررات الشرعية الدولية القائمة على مبدأ الدولتين إلى طريق مسدود.
ولاشك أن هذه المواقف الدبلوماسية البناءة والايجابية تنسجم مع حقائق متطلبات السلم الدولي حتى وإن تعارضت مع الموقف الاميركي الذي يعيش تناقضا صارخا في التعاطي مع القضية الفلسطينية العادلة.. والانحياز التام والكامل لسياسة الفصل العنصري والعدوان الذي يحكم -عادة-توجهات الدولة الإسرائيلية التي كانت ـ ولاتزال ـوبالا على أمن واستقرار المنطقة برمتها والعالم أجمع.
لقد أحسن صنعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنقل قضية شعبه إلى أروقة الأمم المتحدة.. ومن ثم إلى دول العالم أجمع للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.. وهو ما حظي بتفهم وتجاوب من دول العالم بصورة عامة والمجموعة الأوروبية بصورة خاصة.. وبالتالي التفاعل الإيجابي مع هذا المطلب الشرعي والقانوني لحق الدولة الوحيدة في العالم -التي لا تزال حتى اليوم تحت الاستعمار والوصاية- في الحصول على الاستقلال.
ترى إلى متى سيظل الموقف الاميركي منحازا لصالح الكيان العنصري والمتشدد والرافض لعدالة القضية الفلسطينية, خاصة في وقت بات فيه العالم يجمع على عدالة هذه القضية بما في ذلك أكثر الدول قربا ومحاباة لإسرائيل كما اتضح ذلك جليا في مواقف بريطانيا وفرنسا والسويد¿.
ومن الايجابي أن ثمة تململا واضحا في دوائر النخب السياسية الاميركية حول امكانية تغيير موقف إدارة البيت الأبيض باتجاه ايجاد حل عادل وشامل للقضية التي باتت تؤرق الجميع دون استثناء, خاصة في ظل تداعيات التورط الاميركي الجديد في تحالف غير محسوب النتائج داخل العراق وسوريا.. مع ذلك ترى من التالي في الاعتراف بالقضية الفلسطينية باعتبارها مربط الفرس في كل ما يجري في المنطقة¿.

قد يعجبك ايضا