السمبوسة
أحمد غراب
يسميها الأطفال السمبوسة ولا تشبه بأي حال سمبوسة رمضان, إنها نوع آخر من السنامبيسو !!
حجمها دقيق جدا وسعرها رخيص للغاية بعشرة ريالات فقط لكن لا يغركم صغر الحجم ورخص السعر فصوتها مفزع ولها دوي كفيل بإيقاظ مقبرة من الموتى.
إنها ليست مأكولا ولا مشروبا فمن المستحيل أن تجد في اليمن بسكويتا أو عصيرا بعشرة ريالات لكن ما أسهل أن تجد لعبة نارية دويها دوي قنبلة بعشرة ريالات فقط.
لا أعرف ما المتعة التي تتحقق عندما يسمع الناس صوت دوي هائل يحسبونه صوت قنبلة أو انفجارا هائلا فإذا بهم يفاجأون أنه لعبة نارية يلعب بها طفل.
هذا هو التغيير الذي حصلنا عليه, كنا في الطماش والقريح والصواريخ وتطورنا وصار لدينا ألعاب نارية حجمها صغير ودويها كدوي القنابل وبعشرة ريالات فقط يا حراجاه يا رواجاه بلاش ابلشي.
أتساءل كيف دخلت هذه القنابل الصوتية المزعجة اليمن ¿ وأين هيئة المواصفات والمقاريح لا أقول المقاييس ¿ إذ أنها واحدة من أكبر الكذبات في اليمن حيث لا مواصفات ولا مقاييس ولا رقابة ¿
لا تتصوروا مدى الإزعاج الذي تتسبب به هذه السلع التافهة لمنازل فيها كبار السن والمرضى إلى جانب أن هذه السلع الرخيصة التي تستثمر عيديات العيد التي يحصل عليها الأطفال لتحولهم إلى أدوات إزعاج وصخب تجد في الأصوات الهائلة المنبعثة متعة وتتحول الشوارع والحارات إلى ساحات قوارح من كل شكل ولون وبعشرة ريالات.
أنا أتحدى أن يجلب تجارنا للبلد سلعة رخيصة تنفعه إذ من المستحيل أن يجد الطفل شيئا يأكله بعشرة ريالات لكنه يحصل بهذا السعر بسهولة على شيء يحدث انفجارا هائلا.
مستوى الروائح المنبعثة من هذه القنابل الصوتية كفيل بتلويث الجو خلال دقائق خصوصا مع كثرة إقبال الأطفال عليها إذ بإمكان الطفل الواحد أن يشتري عشر قنابل صوتية بمائة ريال فقط وهذه كفيلة بأصوات انفجارات وقوارح تجعل السامع يتخيل أنه أمام حرب ضروس بجميع الأسلحة.
يبدو أن من يوردون هذه السلع المضرة والمزعجة يستثمرون حالة الفلتان والفراغ التي يمر بها البلد وفي ظل عدم وجود أي رقيب أو حسيب.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.