الوطن يتسع للجميع وليس حكرا على أي طرف كان

نجيب محمد الزبيدي

لا يختلف اثنان بأن ثورتا السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين قد مثلتا ثورة اجتماعية ساوت بين الأفراد وعملت على إزالة الفوارق بين الطبقات لإرساء أسس المواطنة المتساوية وفي ذات الاتجاه فإن الثورتين- سبتمبر وأكتوبر قد مثلتا قبلة الخير والعزة والكرامة الوطنية والإنسانية وطي صفحة سوداء من عمر سنوات الجهل والغبن والكراهية والاستبداد والتخلف.
إن أجمل ما في الثورتين سبتمبر وأكتوبر المجيدتين أراه يتمثل في نبل او صدق تلك الأهداف أو المبادئ السامية التي كرست أو عملت على نشر ثقافة التعايش والقبول بالآخر وكذا الدعوة إلى التسامح والإخاء والمحبة وأن يكون الجميع متعاونين بل ومتحدين صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا ويدا واحدة تبني وتعمر تنبذ الفرقة والخصومة والعداوة وتؤثر الحب والوئام والسلام.
اليمن اليوم بحاجة إلى مخرج من التوتر والحروب التي تشهدها بعض المناطق في الوطن والمطلوب من كافة الأطراف السياسية وكل القوى الوطنية أن يكونوا دعاة سلم وسلام ووئام وأن يبادروا أو ينبغي عليهم جميعا أن يسهموا في بناء الدولة المدنية الحديثة.
إن الوطن كما نعرف وطن الجميع ويتسع للجميع وليس حكرا على أي طرف كان وأن بناءه ومستقبله أمانة ومسؤولية عظيمة يتحملها أبناؤه بشراكة وبروح الانتماء الكبير للوطن من أقصى صعدة إلى أقصى المهرة.
ألم يكن فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي صادقا وجادا عندما قال لكل أبناء الوطن: علينا أن نلملم جراحاتنا ونتطلع إلى المستقبل بروح وطنية وحدوية تمحو الماضي وما كسبه وتصنع ملامحا جديدة يتوق إليها الشعب ألم يقترب الأخ الرئيس كثيرا من الناس وهو يخاطبهم بالحقيقة التالية على كل القوى السياسية أن تعي بأن تصفية الحسابات المسكونة بالثأر لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية.
في الأخير نقول: إن الحاجة ماسة إلى أن يقف الجميع وقفة تقييمية وتقويمية للحالة التي وصلنا إليها وبالتالي فإن المطلوب من الجميع ان يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا في مواجهة كل المخربين والفاسدين والإرهابيين وهذا أولا أما الأمر الآخر: علينا أن نطوي صفحة الماضي بكل مآسيه ونبدأ صفحة جديدة عنوانها الشراكة والتلاحم والاصطفاف الوطني العريض وكذا التعاون أو العمل مع فخامة الأخ الرئيس والحكومة القادمة أو المنتظرة قريبا من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار والشراكة الوطنية.
في الختام: أتمنى صادقا أن تكون احتفالاتنا با أعياد الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر المقترنة بعيد الأضحى المبارك مناسبات يتوحد الجميع في رحابها وفي ظلال الوطن الذي يتسع للجميع.