تقاسم المسؤولية والسلطة والثروة
يونس الحكيم

مقال
عندما سئل المفكر الامريكي ديل كارنيجي مؤلف كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) الكتاب الأكثر مبيعا في امريكا والعالم في برنامج إذاعي في معرض رده على سؤال تقدم به أحد المشاركين عن ((ما هو أكبر درس تعلمته في حياتك)) فأجابه كارنيجي بإجابة لم يتوقعها احد وقال إجابته في ثلاث كلمات وهي ((اهمية ما تفكر به)) بمعنى أن حياتنا ما تصنعه لنا افكارنا أو كما يقال حياتك من صنع افكارك وأردف قائلا إن الشيء الذي تفكر به له تأثيره البالغ في شؤون حياتك فإن فكرت بالسعادة ستصبح سعيدا وإن فكرت بالتعاسة ستصبح تعيسا وإن فكرت بالخوف ستصبح خائفا وإن فكرت بالفشل ستصبح فاشلا وهكذا قيمة الشيء الذي تفكر به.
فلو أن كل شخص تعلم ومارس هذا لانعكس ذلك ايجابا على حياته وكذلك على مستوى الجماعة فما أحوجنا للتفكير الايجابي بكل ما يعود بالنفع على وطنا وامتنا كأن نفكر بالمحبة والإخاء فسنصبح إخوة متحابين والعزة والعلا فسنكون أعزة والعكس صحيح
لكن في الواقع الذي نعيشه يصبح جزءا من سلوكنا وحياتنا فمثلا القوى والنخب السياسية عندما وضعت تصورا أو فكرا لإدارة البلاد حصرته في سعيها لاقتسام السلطة والثروة نتج عن هذا الفكر التهافت على اقتسام سلطة البلاد وثرواتها بعيدا عن فكر المسؤولية الذي ينتج عنه تقاسم للمسؤولية وهو المصطلح الذي ينبغي ألا ينفك عن مصطلح تقاسم السلطة والثروة وحتى ترتبط السلطة بالمسؤولية على المستوى الفردي والجماعي وعلى الجميع أن يستشعر هذا وخاصة المشرعين لعل هذا يصبح إدراكا ثم فكرا ثم واقعا فسلوكا وحتى ينظر البعض للمسؤولية على انها تكليف لا تشريف وحتى ينطبق على صاحب السلطة بالمسؤول تعبيرا عن المسؤولية التي كلف بها لا بالفكر التقليدي الذي نفهمه عن المسؤولية اصحاب المقام العالي والقدر الرفيع وبالتالي لابد أن يقرن مصطلح المسؤولية مع مصطلح السلطة والثروة حتى يصبح فكرا وواقعا ملموسا.