أحلام لا تشيخ

عبدالمجيد التركي

 - أكتب الآن وبداخلي رجل ثمانيني يدخöن سيجارة طويلة بأصابع مرتعشة وفم خاو يتذكر بداية معرفته بأسنانه اللبنية..
أكتب الآن وبداخلي رجل ثمانيني يدخöن سيجارة طويلة بأصابع مرتعشة وفم خاو يتذكر بداية معرفته بأسنانه اللبنية..
كغريق يحاول أن يتذكر كل شيء وهو يعلم أن الوقت المتبقي لديه ليس كافيا لأخذ نفس طويل كي لا يموت وهو يلهث.. وليس كافيا لخلع ملابسه ليلقى الله متخفöفا من كلö شيء..
هذا الرجل الذي أحمله بداخلي يتوقف لألحق به وأصبح من أترابه.. يريدني أن أتقمص شخصيته وأسعل كثيرا مثله وأخبöئ البلغم في منديل قطني كبير كمنديل حسن عابدين الذي كان يمسح به صلعته وهو على خشبة المسرح..

حلمت كثيرا أن أصبح شخصية كرتونية وأعيش بداخل مسلسل للأطفال.. حاولت إنقاذ سالي كثيرا.. وبحثت مع ببيرو عن أبيه الذي اختفى خلف جبال الألدرادو وهو يبحث عن الذهب..
في اليوم التالي أفتح التلفزيون وأتوقع أن أجد ببيرو ممتنا لأني أساعده في العثور على والده.
تمنيت كثيرا أن أصبح شخصية كرتونية لأتزوج بالليدي أوسكار وأحمل سيفها لأرى إن كان سيلمع في يدي ولألمس جاكيتها الأبيض فقد كنت أحلم أن أمتلك مثله في يوم ما..
في الرابعة والثلاثين توقفت تماما عن ارتداء أي جاكيت فقد تصالحت مع الـ نص كمú وأصبحت نصف يدي محروقة من الشمس..
لذلك أحب أن أتعامل معها على أنها يد شخص آخر ما دام لونها مختلفا عن بقية جسدي.
العيش بتلك الطريقة مريح ودون تكلفة.. أبتسم لنفسي ابتسامة زائفة تشبه ابتسامة فتاة معجون الأسنان..
أحتاج أحيانا كثيرة لهذا الزيف وأفرح به كما يفرح المتسوöل بورقة نقدية زائفة.

قد يعجبك ايضا