في ذكرى رحيل شاعر الأمة الأستاذ / عبدالله البردوني

الثورة


الثورة –
مثلما تبقى مفاتيح الخلودö
في يدö التاريخö بوابö الوجودö
سوف تبقى الأحرف البيضاء في
مسمعö الدنيا كأصواتö الرعودö
تمطöر الأيام عطرا طيöبا
من نداها أو صديدا مöن صديدö
مشهدا يبني على أنقاضهö
سلم الأحفادö أهرام الجدودö
* ** *
أيها الراحل عنا كالضحى
كل ليل ثم تأتي مöن جديدö
كيف صرت اليوم فينا عالما
ليس يؤيهö سوى بيت القصيدö¿!
ربما «مöن أرضö بلقيس» إلى
«سفرö الأيامö» في الدربö الشريدö
سلú «مرايا الليلö» كم أدخنة
«في طريقö الفجرö» لاحتú من بعيدö
أين «جواب العصورö» اليوم من
أمúسöهö يا «قرية العصر»(1) الجليدي¿
* ** *
تلك أيام خلتú منا ولم
نخل منها… يا سنين الوصلö عودي
لملمي أحلامنا الحيرى التي
بعثرتúنا في متاهاتö الجمودö
خيم الصمت علينا مثلما
خيم البؤس على السوق الكسودö
* ** *
يا طليق «المحبسين»(3) اليوم هلú
صرت أنئى الناسö عن ضöيقö اللحودö¿
هل ستغدوا لي صديقا مخلصا
فتناجيني ولا تبدي صدودي¿
طالما ناجيت من تحت الثرى:
«لبöني أو نادني»(4) هل مöن ردودö¿
ربما لباك من ناديت أو
كنت في الحالين من نادىٰ ونودي
لم تزلú أيامنا سودا كما
عشتها لم تأتö فينا غير سودö
لم يعد في وجهöها غير الأسى
نتهجاه دروسا مöن وعيدö
كلما مرتú علينا لحظة
باطئتúنا في الرؤى بöطúئ العقودö
يتجلى في محياها متى
داهمتúنا كل شيطان مريدö
صادقتúنا هذهö الدنيا إلى
أن بدتú أعدىٰ مöن الخصمö اللدودö
والميادين التي عöشنا على
وجهöها دهرا كأشبالö الأسودö
برöئتú آفاقها مöنا كما
برئ الإسلام مöن خبث اليهودö
وانتهتú أشواطنا فيها إلى
قبضة مöن ساسةö الكفö الحديدي
* ** *
منذ نمúنا استيقظتú آلامنا
في حنايا النفسö مöن طولö رقودö
هكذا تهنا وتوهنا الخطى
عن مدى مستقبلö العيشö الرغيدö
كل شيئ حولنا أضحى بöلا
أيö معنى في دجى الجهلö الشديدö
كم نأينا عن شبابيك الضحى
واستراقö الضوء.. والرأيö السديدö
وكفانا اليوم أن نبحث في
سلةö التاريخö عن مجد وئيدö
ونباهي العصر بالماضي كما
أننا في عصرö هارونö الرشيدö
ونغنöي مöلئ أسماعö الورى
«ردöدي أيتها الدنيا نشيدي »(5)
والأماني حولنا مصلوبة
كضحايا عاصف من قومö هودö
نتفانى في خطايانا كما
يتفانى الغيظ في قلبö الحسودö
نقتفي أيامنا الحبلى بما
لم تلöدú أيام عاد أو ثمودö
* ** *
نحن لم نستوعبö الدنيا ولا
هöي تستوعب ذا الفكرö البليدö
طالما عöشنúا على أحضانöها
دون فهم … عيشة الطفلö الوليدö
فإذا فيها من الأرزاءö ما
يحرم الأطفال من دفئö الـمهودö
* ** *
أينما كنا اعترتúنا رعشة
كارتعاشö النبضö في جوفö الوريدö
لم نعد غير جذوع ترتدي
هيئة الإنسان في عينö الجحودö
ليس غير الحقدö والبغضاءö في
محتواها يحتسي غيظ الوقودö
بعضنا يغتال بعضا… شهوة
ما خلتú من سيöد أو من مسودö
نترائى سادة في الناسö مöن
حيث أصبحنا عبيدا للعبيدö
* ** *
شأننا في عالمö الأحياءö لم
يتوقفú وصúفه عند حدودö
والردى حرية مطلقة
كالأماني مالها أي قيودö
لم تعد «زوبعة الأسرارö»(6) من
سيئاتö العصرö فابúشöرú بالمزيدö
هاهنا أضحى مباحا كل ما
كان محظورا على «ذاتö النهودö»
صدرها أضحى مخيفا لم يعد
حوúل «نهديúها» سوى الموتö الأكيدö
* ** *
ربة «النهدين» كم عاهدتها
وأنا مازلت أوفى بالعهودö
رأس مالي عمر أنفقته
في هواها…والهوى فيها رصيدي
طالما خاطبت فيها واحة
بلسانö الطلö والظöلö

قد يعجبك ايضا