الوطن أغلى
حسين محمد ناصر
تمر البلاد هذه الأيام بفترة عصيبة جدا لم تألف مثيلا لها من قبل وبالذات العاصمة صنعاء وما جاورها من مناطق ومحافظات ومع هشاشة الأوضاع العامة وضعف الإرادة السياسية لدى الوسط الحاكم والتباطؤ الشديد في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار تزداد الأخطار المحدقة بالوطن بشكل أكثر لتضاف هي الأخرى إلى ما تشهده البلاد من توترات وصراعات مسلحة لها أهدافها العلنية لها أيضا ابعادها غير المعلنة.
لقد كان من الواجب وكما يقول عدد من المراقبين عقب الانتهاء من مؤتمر الحوار أن تبدأ العديد من الإجراءات والخطوات العملية, وصدور القرارات المنفذة لبعض مخرجات الحوار التي لا تتطلب انتظارا حتى استكمال إجراءات إعداد وصياغة دستور ولا لمزيد من الوقت للدراسة والتأني بقدر ما تتطلب تلخيصا عاجلا لأبرز نتائج وقرارات مؤتمر الحوار الوطني يقوم بها ممثلوا كافة القوى والأحزاب المشاركة في الحوار أو لجنة مراقبة تنفيذ المخرجات لتضع خطة عامة مزمنة تحتوي على تلك النتائج والبدء بتنفيذها أولا بأول.
إن مطالبة البعض اليوم بتنفيذ نتائج مؤتمر الحوار مع تشكيل حكومة جديدة, ليست مطالبة جديدة ولكنها جاءت كالتقاط لإجراءات منصوص عليها في قرارات مؤتمر الحوار وتشكل مطلبا لكثير من القوى مع جماهير الشعب وقد سبق أن رفع ممثلوا الكتل السياسية لمجلس النواب مذكرة إلى فخامة الأخ الرئيس بهذا الشأن ولكن يبدو أن هناك قوى ضاغطة لا تريد تنفيذ مؤتمر الحوار ولا تحبذ السير في الطريق الذي ارتضاه الجميع كمخرج للأزمة وللأوضاع العامة وبالتالي أخراج الوطن من كامل أزماته إلى وطن جديد تسوده قيم العدل والمساواة والديمقراطية والحرية والسلام.
لقد حان الوقت أن تشرع جميع الأحزاب السياسية الوطنية ومنظمات مجتمع المدني إلى الإلتآم من جديد في لقاء عام يناقش الوضع الراهن ومسبباته وكافة المحاولات الهادفة إلى إرباك المشهد وإعاقة تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار والدخول بالبلاد في اتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر ووضع المخارج السريعة المجمع عليها أو المتوافق عليها في أدنى حد ووضعها أمام رئيس الجمهورية ليحولها إلى قرارات ملزمة يخضع لها الجميع كائنا من كان وتراقب تنفيذها كل فعاليات الوطن دون استثناء.
وإذا كان البعض يرى في هيئة الاصطفاف الشعبي شكلا تعبويا من نتاج أجهزة السلطة فإن الاجتماع العام لكافة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني سيمثل إطارا جامعا وشاملا للجميع وانعقاده ونتائجه ستكون بمثابة سحب بساط من تحت أقدام القوى المشككة في تلك الهيئات التي شهد الوطن نشؤها قبل أشهر ولن يكون هناك أية تبريرات جديد أو أعذار للخروج عن أي إجماع حزبي ووطني جديد يقرر ما من شأنه اخراج الوطن من أزماته بحيادية كاملة تضع مصلحة الوطن وحده فوق كل مصلحة حزبية ويضع حدا للصراعات بين المليشيات المسلحة أيا كان مسمياتها وتبعيتها ويضع الدولة فوق كل تلك القوى والمخططات والأساليب الهادفة لجر البلاد إلى مزالق العنف والحروب والهلاك واقلاق الأمن والاستقرار إن بقي هناك من شيء.
خلاصة
إجراءات عاجلة لعقد لقاء حزبي عام ونقاش مسؤول للأوضاع وقرارات حاسمة خطوات لا بد منها اليوم وينتظرها الجميع.