العدالة بين المواطنين

أحمد الأكوع

 - قامت الثورة اليمنية من أجل القضاء على أوجه الظلم المنصبة على الفلاحين من الجنود والموظفين حيث كانت تلك الممارسات قد أثارت الأحقاد وهددت وحدة الشعب بالانقسام خاصة
قامت الثورة اليمنية من أجل القضاء على أوجه الظلم المنصبة على الفلاحين من الجنود والموظفين حيث كانت تلك الممارسات قد أثارت الأحقاد وهددت وحدة الشعب بالانقسام خاصة وقد شاءت الظروف القاسية أن يأتي المجندون جميعا وغالبية الموظفين من مناطق محددة بعينها مما صور الأمر وكأنه صراع بين طائفتين حيث تضاعفت الحساسية من ذلك الوضع واشتدت أوجه الجرح فيه بين المدركين من المواطنين.
وعلى ذلك فقد نددت مطبوعات الأحرار في ذلك الوقت وصحفهم بتلك الأوضاع السيئة وأكدت في جميع وثائقها على وجوب إقرار المساواة والعدالة وتحكيم الكفاءة في المراكز الحكومية بل ذهبت قيادة حركة الأحرار إلى الإصرار على دوام الأزدواح القيادي فيها رغم كل شيء.. وذلك بالترابط بين النعمان والزبيري حتى أصبحا الثنائي اليمني الذي لم تستطع كل المحاولات أن تقصمه إلى يوم 26 سبتمبر أيلول سنة 1962م وقد اشتهر الزبيري بأشعاره الوطنية كما يقول:
فإن نحن فزنا فيا طالما تذل الصعاب لركابها
وإن نلق حتفا فيا حبذا المنايا تجيء لخطابها
ولقد كان الزبيري رائدا بصيرا وقائدا ملهما يرى أبعاد الأرض التي يقف عليها وطلائع الشعب بنفاذ قاهر فالنقاء والمشقة والخطر كل ذلك لم يكن عن البال بمعزل إن حكم الموت يجب أن يولي لغير رجعة في اليمن وأن الأمن والسلام يجب أن يحل في اليمن والويل لمن ترك الحقد يسير تاريخه ليقف النزيف في اليمن وما من مخلص ينتسب لليمن أو تربطه باليمن رابطة يجد في نفسه استرواحا لاستمرار الحال على ما هو عليه بحيث يظل التعامل بين اليمن والتاريخ الإنساني قائما على هذا الشكل المفزع الدامي.. فإذا أردنا أن يخرج اليمن من نفقه المظلم فعلى الأحزاب والشعب أن يكونوا دعاة سلام وتقدم وهو تقدم لأنفسنا وبلادنا تقدم في التعامل مع أنفسنا وتقدم في التعامل مع الحياة.
شعر
ونحن هنا نردد مع الزبيري ميثاقه العظيم بالإيمان بالشعب حيث يقول:
كفرت بعزمتي الصامدة
وقدسية الغضبة الحاقدة
وأنات قلبي تحت الخطوب
وأحلامه الجنة الصاعدة
وعمر شباب نذرت به
لشعبي وأهدافه الخالدة
وبالشهداء وأرواحهم
تراقبني من على شاهدة
إذا أنا أيدت حكم الطغاة
وهادنتهم ساعة واحدة.

قد يعجبك ايضا