انتصار لإرادة اليمن!!

يحيى محمد العلفي

 - حين يعود المرء بالذاكرة إلى ما قبل 52 عاما من الزمن الذي فات من عمره وهو الذي عاصر – وإن لبضع سنوات – عهد ما قبل الثورة الـ26 من سبتمبر 1962م ليتذكر بعضا
حين يعود المرء بالذاكرة إلى ما قبل 52 عاما من الزمن الذي فات من عمره وهو الذي عاصر – وإن لبضع سنوات – عهد ما قبل الثورة الـ26 من سبتمبر 1962م ليتذكر بعضا من صور الظلام والفقر والجهل والتخلف التي كانت تعيشها هذه البلاد الطيبة من أرض الله الواسعة وكيف كانت أحوال اليمانيين وأوضاعهم المعيشية والحياتية في ظل نظام الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد.. لاشك وأنه سيدرك مدى التغير الكبير والفرق الشاسع الذي طرأ على مجتمع ظل يرزح تحت وطأة ظلم واستبداد لما يقارب من ثلاثة أرباع القرن العشرين – حيث جاءت ثورة سبتمبر انعتاقا وخلاصا من ربقة تلك العهود المجحفة ليظهر الشعب اليمني – بعد نضالات مريرة – بصورته الناصعة الصحيحة أمام العالم بأسره..
وعندها فقط أدرك الإنسان اليمني أنه صاحب حق في الثورة والتغيير وفي الحياة الحرة الكريمة – فبدأت قوافل التغيير وأجيال الثورة تنقض عن كاهلها غبار الذل والتخلف لتنطلق بروح العصر الجديد صوب آفاق المستقبل المشرق بخطى واثقة حثيثة لبناء اليمن الحديث وبرغم ما واجهته الثورة والجمهورية من قوى الشر والعدوان وضعفاء النفوس القابعين وسط أوحال التخلف والجهل إلا أن أحرار اليمن شرفاء الوطن الحبيب كانوا أقوى من كافة المؤامرات .. ووقفت الثورة شامخة تتعزز بانتصاراتها بصلابة ووعي أجيالها لتمضي قوافل البناء نحو التغيير الأفضل والنهوض الحضاري المنشود.
ولعل ما شهدته اليمن في عهد الثورة والجمهورية والوحدة يعد شاهدا حيا على عظمة الإنجازات التي تحققت لليمن واليمنيين لاسيما ما تجسد على أرض الواقع سواء في فكر الإنسان وعقله وجسمه وثقافته وتوجهه في الحياة.. أو ما أحرزته اليمن من مكاسب تنموية عملاقة في كافة المجالات – حتى صارت المشاريع الحيوية تعطي جوانب واسعة في مختلف مجالات العمل الأساسية لحياة العصر الراهن بما يلبي متطلبات الراهن المعاش ويعزز طموحات وآمال المستقبل الباسم السعيد..
وحيث إن العيد الـ52 للثورة اليمنية المجيدة يأتي هذه المرة واليمن تعيش ظروفا استثنائية وتمر بمرحلة حرجة فإن الاحتفال بهذه المناسبة لابد أن يكون واعظا لكل اليمنيين لتغليب مصلحة اليمن العليا على ما سواها وترك النعرات والتعصبات الحزبية والمذهبية والمناطقية والسلالية ونبذ الخلافات لما يحقق الوئام والتصالح انتصارا لإرادتهم وحفاظا على مكاسب صورتهم ووحدتهم الغالية.

قد يعجبك ايضا