وهؤلاء!!

عبد الرحمن بجاش

 - 
تجدهم في أسواق القات يبيعون علاقيات , تجدهم عند الإشارات يبيعون أي شيء ليوفوا مصروف البيت , تجدهم في المنعطفات تائهين , تجدهم بلا حدائق , يكبرون قبل الأوان ,

تجدهم في أسواق القات يبيعون علاقيات , تجدهم عند الإشارات يبيعون أي شيء ليوفوا مصروف البيت , تجدهم في المنعطفات تائهين , تجدهم بلا حدائق , يكبرون قبل الأوان , وفي الحارة حيث لا ملاعب تراهم يقطعون الشوارع ليلعبوا , وان لم يجدوا ثمن كرة تحولوا إلى قطاع شوارع يهيئون أنفسهم للتقطع الأكبر !! , وفي المنازل لا يدرون ماذا يفعلون فيتحولون إلى هم يومي للأمهات أو تستعمرهم الفضائيات وتوجههم إلى أين تريد !!! وفي الشارع لا مكتبة للأطفال شبيهة بتلك التي كانت تلف في شوارع عدن أيام الاستعمار,- وتضحك حين تتذكر وعد رئيس هيئة كتاب أسبق عن مكتبات الأحياء- !!!! , ولا معارض لكتبهم , ولا دور سينما خاصة بهم , وفي مدارسهم حيث لا مدارس فهم يزوغون من فوق الأسوار إلى حيث الأتاري ومحال ألعاب مشبوهة , ومناهج مدرسية تخنقهم بجهلها , وفي الأخير تجدهم يحملون السلاح حيث الآلي أكبر من الجسد , وفي الأعمال الجلفة تلاحظهم , وعلى الدبابات هم من يستلمون ويعرضون أعمارهم لكل المخاطر , وحيث المتحرشين لا تدري كيف يستطيعون حماية أنفسهم , وفي العصارى حين يذهب الآباء إلى التخزينة يتركونهم لا يدرون ماذا يفعلون , وسلوكهم لا يهذبه كتاب مدرسي , ولا كتاب في مكتبة مدرسية لا وجود لها , وطاقتهم لا يفرغونها في حصة رياضة, ولا حصة موسيقى, ولا مسرح مدرسي , ولا دوري مدرسي لكرة القدم , وإذا قلت لهم هناك (( مشرع مليون لاعب )) أطمئنوا , ابتسم الطارف فيهم والحق الابتسامة بـ (( يا عم لماذا تضحك علينا¿¿ )) , تقول لأي طفل يحلم أن يكون ميسي الثاني: والله العظيم فقد قال وزير الشباب أن هناك مشروع المليون, فلا ترى سوى ابتسامة سخرية , ليتركك أولهم إلى التعلق في مؤخرة سيارة مارة !! , هذا هو حال أطفالنا أو جزء من المشهد الذي هم في إطاره , وتخيل كل ما يحدث ويحصل كيف ينعكس على أهم شريحة في المجتمع لا يهتم بها أحد, لا يتحدث عنها أحد, لا يشير أحد لانعكاس مشهد حمل السلاح على نفسياتهم , وحروبنا الصغيرة والكبيرة , وهذا  الضخ الرهيب من التحريض , وهذا الانفلات القيمي , وهذا التنابز بكل سيئات أو مفردات التخاطب , وغياب تام للإعلام عن الأطفال وهمومهم يشوه نفوسهم , وبرغم المدرسة الديمقراطية التي غابت هي الأخرى , ومجلات للأطفال كانت تطل برأسها بين الحين والآخر , الآن وسط هذا المشهد العبثي يتوه أطفالنا , ولذلك تخيلوا نوع المستقبل الذي ينتظرهم , وحين نتحدث الآن عن قادم مجهول , يكون السؤال : كيف سينعكس على نفوسهم الغضة واي أجيال هي القادمة , الناس في الكون يحيدون الطفل عن السياسة وعن كل انفلات مجتمعي , ويحرص الجميع على أن يسيدوا الطفل على رؤوسهم لأنهم يدركون ماذا يعني , وأيام الاتحاد السوفيتي الذي كان شيوعيا كما قلنا كان الشعار (( لا طبقات لدينا إلا طبقة الأطفال )) و (( لا أباطرة لدينا ولا ملوك الأطفال وحدهم ملوكنا وأباطرتنا )) , هنا الآن الكل يحارب الكل , الكل يكره الكل , الكل ينابز الكل , الكل يعبث , الكل لا يدري أين الطفل اليمني !!! , الكل مشغول بحروبه الخاصة والعامة وان أشرت لأطفال في الطريق سمعت فورا (( هم إلا جهال )) , ونعمل على تكريس الجهل حتى من خلال ثقافتنا المجتمعية , كل سيئاتنا تصب في رؤوسهم وكل سلوكنا أي كان يتلقفونه مسلمات , نحن نظلم أطفالنا , وحين تقول يا قوم: قولوا أطفال ينبري الطارف : هم جهال عادك جيت تتفلسف !! من الآن ومن خلال وجوه أطفالنا عليكم تخيل أي مستقبل هو الآتي !!!!!.  

قد يعجبك ايضا