إنه وقت الجد
خالد الصعفاني


تمر بلادنا بفترة من أصعب مراحلها وأكثرها تعقيدا خصوصا مع قبول البعض لخيار هدم المعبد على من فيه لمارب ومارب أخرى ..
.. فترة اختبار لحكمة القيادة السياسية وقوتها وهي تقف على جملة من الملفات المعقدة والمتراكبة مع بعضها بطريقة حبيبات الرمان .. ويأتي في صدارتها الأزمة السياسية المتصلة بالجرعة والتشكيل الحكومي الذي أصبح حديث الساعة وأشكال العام الحالي ..
.. وفي اليمن اختبرنا عددا من الحكومات لم يكن اغلبها عاقلا في إدارة شؤون البلاد وبناء اقتصاده على نور وهدى وكانت النتيجة تراكمات ضخمة لفساد مباشر وغير مباشر يتصل بكل مرافق البلد .. وهذه التراكمات أفرزت واقعا غير صحي لاقتصاد البلد الذي أخذ في التآكل تارة بفعل وباء الفساد الحاصل وتارة بفعل عدم كفاءة إدارة موارد البلد ومقدراتها الكامنة بالطريقة التي تعزز مناعة الاقتصاد بدلا من الإسهام في تهالكه بصورة قادت لعلاج جراحي عميق تمثل برفع الدعم عن المشتقات النفطية..
.. القوى السياسية تعاملت مع الواقع الجديد كل بطريقته ومن منظور ما سيكسبه حاليا ومستقبلا وكانت النتيجة صراعا خفيا ومبطنا بين قوى رفض الجرعة وقوى تثبيتها وهذا ما افرز مبادرة اللجنة الرئاسية بخصوص تخفيض قيمة البترول والديزل 500 ريال لكل عشرين لترا .. وسيقود خلال هذا الأسبوع إلى تشكيل حكومي يترقب الداخل والخارج أن يكون مبينا على قاعدة الكفاءة والنزاهة وليس المحاصصة أو التوازن غير الايجابي بين القوى السياسية كما جرى سابقا في آخر حكومة وأثبت فشله التام ..
.. حكومة تتلافى في تشكيلها القيادة السياسية عثرات التشكيلات السابقة .. حكومة أكفاء ونزيهين تقود دفة الاقتصاد والحياة العامة لمستوى أفضل من الخدمة العامة التي أصبحت متضعضعة بمستوى غير مسبوق .. حكومة لديها رؤية عامة واضحة للمرحلة القادمة ولديها آلياتها للتنفيذ حتى لا نظل في حالة المراوحة أو التقهقر كما جرى مع آخر أربع حكومات من سنوات عمر الوحدة اليمنية ..
.. البلد في وضع اقتصادي وسياسي متقلب .. وهذا يتطلب من الحكومة القادمة تحديد اولويات المرحلة بدقة وما يتطلب دعما مباشرا من القيادة السياسية معززا بالتقييم والمحاسبة ويتطلب أيضا التفافا شعبيا جمعيا لان المهمة طموح الجميع ولأن المسؤولية واجب الجميع ..
.. وبعيدا عن التفاصيل التي تغرق فيها القوى السياسية عادة مع الشيطان عليها اجترار مسؤوليتها تجاه الأمة وواجبها التاريخي والإنساني تجاه المجتمع الذي ستتسابق قريبا على الفوز بصوته .. وعليها أن تستفيد من أكثر الدروس التي سقطت على رؤوسنا جميعا في آخر خمس سنوات .. ضرورة العمل الجماعي وعدم عزل أي قوة سياسية , ضرورة جعل الوحدة والجمهورية والعدالة الاجتماعية تاجا على رؤوس الجميع بالتساوي , وضرورة العمل الايجابي القائم على التعاون والشفافية والثقة لا العزل والغموض والتخوين ..
