خلط أوراق اللعبة إلى أين يقود المنطقة¿!

عبـاس غالب

 - لا أجـد توصيفا موضوعيا للحالة المزرية التي تعيشها المنطقة العربيـة راهنـا من تراجيـديا المشهد السياسي والأمني فضـلا عـن اختـلاط أوراق اللعبة بين الكبار إلا في كون
لا أجـد توصيفا موضوعيا للحالة المزرية التي تعيشها المنطقة العربيـة راهنـا من تراجيـديا المشهد السياسي والأمني فضـلا عـن اختـلاط أوراق اللعبة بين الكبار إلا في كونها حالة من العبثية والعدمية خاصة وأنها ـ جميعاـ لا تحمل مشروعا حضاريا يخرج الأمة من أسر تداعيات الاستلاب إلى الأمر الواقع بانعكاساتها السلبية على حاضر ومستقبل الأمة.
وإذا ما توقفنا قليلا عند توصيف حالة أدوات هذا الصراع سواء في سورية أو في العراق أو غيرهما من الدول المجاورة فإنك لن تجد غير أشباح ومسميات لا صلة لها أصلا بروح الدين الإسلامي وإنما تتحرك هذه الأشباح وفقا لأجندات محورها الأساس القتل والإرهاب فضلا عن إعطاء فكرة سيئة عن جوهر الدين الإسلامي القائم على مبادئ التسامح والانفتاح والمحبة.
وفي حقيقة الأمر تصيبك الدهشة وأنت تحاول مجتهدا وضع تفسيرات موضوعية لدور جماعات (داعش) و(النصرة)وغيرهما من الجماعات المسلحة المتشددة والمنتشرة في أكثر من قطر عربي.
وبطبيعة الحال فإن الأمر لا يقتصر عند ارتباك المشهد السياسي والأمني جراء اتساع شبح الإرهاب وإنما يتجاوزه إلى ارتباك مشهد التحالفات الإقليمية والدولية لمحاصرة استشراء هذا الوباء في المنطقة وبصورة مخيفة نظرا لما يرتبه من مخاطر تلقي بظلالها السلبية على واقع الأمن العربي والإقليمي والدولي فضلا عن تأثيرات هذه الحرب على ملايين المواطنين الذين يعانون من ظروف إنسانية صعبة وما تلقيـه تبعات هـذه الحرب من أعباء على الدول التي تستضيف أعـدادا كبيرة من اللاجئين.
وبالتأكيد فإن ثمة ارتباكا في مشهد الدبلوماسية الدولية حيث يتجلى ذلك واضحا في موقف إدارة البيت الأبيض والعواصم الغربية تجاه التعامل مع اتساع خطر (داعش) وأخواتها من الجماعات الإرهابية وتحديدا في سورية وإشكالية التعامل مع النظام السياسي القائم وما يرتبه ذلك من تنسيق مع إيران التي ظلت ـ ولا تزال ـ محل انتقاد دولي جراء تزايد نشاطها وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية وسياستها ذات الصلة بتصنيع الأسلحة النووية.
وإزاء التباس هـذا المشهد بأبعاده وتداخلاته لا يجد المرء غير التساؤل عن إمكانية الخروج من هذا النفق المظلم في القريب العاجل أم أن احتمالات اتساع رقعة الانفجار الكبير قادم لا محالة¿!

قد يعجبك ايضا