اليمن أمانة
أحمد غراب
أحمد غراب –
مصائب اليمن رأسمال تجار الحروب ومن يفتنون بين ابنائه من الخارج نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يسقط سهوا وجهلا وعبثا في غمرة الصراعات على النفوذ.
السياسات القادمة من الخارج ليست على مقاساتنا ولا تناسب ظروف حياتنا كيمنيين ابناء جلدة واحدة وننتمي لأمة واحدة وديننا واحد ونبينا واحد وأرضنا واحدة ومساجدنا واحدة ومتجاورون منذ عشرات السنين.
أي تعايش سلمي يمكن أن نتحدث عنه في واقع يغذيه العنف يتم فيه تجزئة المجزأ واشاعة عدوى من الكراهية لا يفوقها إلا عدوى الصراخ ويتم تأطيرها وتجذيرها بدلا من ردمها وتجفيف منابعها وتجاوز آثارها .
إن إثارة الرعب في المدن الآمنة وزعزعة حياة واستقرار الناس خروج عن مبادئ التعايش السلمي بين اليمنيين بجميع فئاتهم وانتماءاتهم.
كنا نفخر في اليمن بأن بلادنا وأبناءها يختلفون بحكمتهم وايمانهم عن أن يزجوا ببلادهم في إطار الفتن الانقسامية كما حدث في دول عربية فكيف يحدث ذلك في اليمن ¿
كيف نخرب بلادنا بأيدينا ¿ وأين مسؤولياتنا الأخلاقية والوطنية ¿ أين الاحترام لمواثيق الحياة المشتركة ¿ أين المراعاة الانسانية لثلاثة ملايين مدني يعيشون في صنعاء ¿ أين الحرص على عصمة دماء اليمنيين ¿
إن كانت الظروف الصعبة التي يعيشها البلد جعلت الشعب يتقبل فكرة الأقاليم تحت بند الاضطرار مع الحفاظ على الكيان الواحد فإن الشعب اليمني لا يمكن أن يتقبل أي تقسيم طائفي على غرار ما حصل في العراق ولبنان وغيرها لأنها تمثل زرعا لتفرقة وسط جسد واحد وتدميرا لكل معاني وقيم الجوار الداخلي وصلة الأرحام والأخوة والتاريخ والجغرافيا والمبادئ التي طالما مثلت قاسما مشتركا بين جميع اليمنيين. على الجميع أن يكون واعين إزاء ما يحدث فالطائفية التي تدخل من الطاقة ستخرج الجميع من الباب.
إن فتنة الناس فيما بينهم أشد الف مرة من قتلهم والتفريق بين ابناء البلد وزرع الريبة بين الإخوة والجيران والاصدقاء وقسم الشارع الى انصاف متصارعة كل ذلك يدفع الى تشظي اليمن باتجاه المجهول.
فاتقوا الله في اليمن وفي هذا الشعب الذي هو أمانة تبرأت منها الجبال وستسألون عنها امام الله عز وجل والتاريخ لن يغفر لمن يستهين بحياة شعب بأكمله.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.