التعايش والقبول بالآخر يفضي إلى واحة الوئام والاستقرار
نجيب محمد الزبيدي
إن بلادنا تمر في ظرف حرج وفي أزمة اقتصادية خانقة أولا وكذا أزمة على الصعيد الأمني ثانيا فلو جئنا إلى الجانب الاقتصادي مثلا فإن الاقتصاد اليمني يواجه مخاطر جمة في الوقت الراهن وأن تركه دون اتخاذ إجراءات فورية لتلافي انهياره في غاية الأهمية ثم إن الاقتصاد اليمني أصلا يعاني من تشوهات عدة بسبب الدعومات واختلال التوازن بين الإيرادات الضريبية والنفطية وتحمل الموازنة العامة لأعباء ناتجة عن استيراد كثير من المشتقات النفطية من الخارج.
* ولو جئنا إلى لغة المنطق أو العقل فإن ثمة أسبابا أو أخطاء هي المسؤولة عن ذلك التدهور الحاصل لهذا الوضع الاقتصادي الراهن والحق أن معظم تلك الأخطاء تتحملها كل الحكومات السابقة أو الحالية ولعل أحد أهم تلك الأخطاء أو الأسباب تتمثل في سوء الإدارة وغياب الإرادة الصادقة وكذا سوء التخطيط والبرمجة. ولو أضفنا لتلك الأسباب كلها هذه المعلومات الهامة والتي تتمثل في عدم وجود المختصين وخاصة الاقتصاديين الذين يمكن أن يمثلوا فريقا داعما لهذا الجانب ورأيا مرجحا للقضايا ذات البعد الاقتصادي وما أكثرها.
* إن للدكتور الأستاذ يحيى المتوكل رأيا مهما وكلاما غاية في الوضوح لم يستوعب سياسيو هذا البلد أن القضايا والبرامج الاقتصادية هي التي ترفع حزبا أو تسقط حكومة لهذا نأمل أن تقدم الأحزاب السياسية وتطرح على طاولة الحوار بينها في قادم الأيام رؤى وبرامج اقتصادية جادة ومناسبة لإخراج اليمن من أزماته الاقتصادية.
* لنكن صرحاء إذا ولنقل الحقيقة لكافة الناس. إن كافة التقارير أو البيانات الرسمية أو غيرها تؤكد أن الاقتصاد اليمني سينهار كليا ويمكن أن يقود لانهيار قيمة العملة اليمنية ويستنزف الاحتياطي من العملة الصعبة في غضون شهور قادمة.
* لهذا ينبغي على الجميع أن يدرك أن قيام الحكومة بتنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية أمر لا خيار عنه.
* أما بالنسبة للجانب الأمني فالحق يقال بأن الحكومة هي المعنية بايجاد الحلول وتوفير الأمن والاستقرار فالناس يريدون من الدولة وبالذات الأجهزة الأمنية أن تقوم بإنجاز المهام التي هي من اختصاصاتها أو واجباتها تجاه حماية الوطن والشعب وعلى الأجهزة الأمنية كلها عدم التساهل مع أولئك المجرمين أو القتلة وكذا المخربين.
* في الأخير أدعو الجميع إلى استعمال العقلانية والالتزام بالحكمة فالمرحلة الآن تتطلب تضافر كل الجهود في الفترة القادمة على أساس التوافق والتسامح والتصالح من أجل بناء يمن العدل والانصاف.