الشجرة.. والحجر
محمد المساح
هناك تظل على حافة المنحدر.. في بقعة صعبة يعجز الرعيان في الوصول إليها.. تظل هناك متشبثة وبإصرار عجيب بعروق صار لونها بلون الحجر تتعرج خيوطا شبكية غاطسة في الشقوق الحجرية وتتجذر سماكة بجذع صلب فوق الصخور ثم تتفرع أغصان وفروع تتمايل مع شجرة الرياح وتظل قائمة منتصبة في الفضاء تتمايل أغصانها وفروعها مع الريح العابر ويظل جذعها متمسكا بثباته يتحدى العواصف له قشرة سميكة تقوى وتتصلب في أزمنة الجفاف من يراها على سفح المنحدر الهاوي عرض الجبل يقف متأملا تمدد العروق النافرة في العراء الصخري منتشرة في الأخاديد والشقوق تجذب عبر شعيراتها الدقيقة تمتص ماء نقيا من ماء مطر أحتضن هناك أو قليل من ماء سيل انحدر عبرها وفي وحدتها الثابتة القائمة على وجه الحجر تقتات لتنمو وتتغذى ما ينشر لاخضرار أوراقها وتمدد أغصانها هناك تظل.. نموذج الإصرار الطبيعي تتابع سير المواسم تبدل لحاءها وتتجذر وتجري في أنسانها ماء الحياة..!.