دلالة المكان في الشعر اليمني

*”دلالة المكان في الشعر اليمني.. من منظور القراءة والتأويل” هو عنوان كتاب من تأليف الدكتور عبدالله صلاح والصادر خلال الايام الماضي عن دار مجدلاوي بالعاصمة الاردنية عمان والذي جاء في 279صفحة من القطع الكبير.
تنصرف هذه الدراسة إلى مقاربة دلالات المكان في الشعر اليمني المعاصر من منظور القراءة والتأويل وذلك لما يكتسبه حضور المكان في هذه التجربة الشعرية من تميز وتنوع في التشكيل والإبداع فثمة ظواهر وأساليب تكشف طبيعة هذا الحضور وتجلياته الدالة على ثراء معانيه ودلالاته وتفاعلاته وهو ما يمنحه زخما من الانتظام والشمولية.
إن الالتفات إلى المكان في هذه الدراسة تنبعث أهميته من كونه فعالية فنية وإبداعية تتفلت من قيد الواقع المحسوس وعناصره المتباينة والمتناقضة وتجوس خلال المعاني والصور والقيم الدلالية والرمزية ومثيراتها النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتاريخية التي تتعدى حدود الشكل وتتوغل في الذات وحواسها المختلفة.
وعليه فإن هذه المقاربة النقدية تستكنه معطى جماليا يتميز بمكوناته الفنية والتصويرية والدلالية الخاصة من حيث ملامسته فكر القارئ وعاطفته ومنحه الرغبة في التفاعل الخلاق مع قيمه الإبداعية وعلاقاته العميقة المرتبطة بالوعي الذاتي والجمعي على حد سواء وكذا استجلاء حضوره المتميز الذي يمثل جزءا جوهريا من أجزاء الصورة الشعرية على مستوى اللغة والدلالة.
وقد تناول الكتاب دراسة ستة من أبرز الشعراء المعاصرين في اليمن وهم: عبد الله البردوني وعبد العزيز المقالح وحسن الشرفي وأحمد العواضي وجنيد محمد الجنيد وشوقي شفيق. ويأتي اختيار هؤلاء الشعراء كنتاج حتمي لقراءة فاحصة لأهم تجارب مدونة الشعر اليمني المعاصر إذ تشي تجارب هؤلاء الشعراء بمعطيات كثيفة الإنتاج دلاليا وفنيا تعكس بؤرة القصيدة المعاصرة في اليمن وحقيقتها ولذلك نعتقد أنها كفيلة بإكساب عناصر البحث قيمة علمية تكسبه الحركة والترابط وتمكنه من استيعاب عناصر الموضوع وخصائصه المتعددة. وتتعزز هذه القيمة أكثر باستقامة التشكيل المكاني في حقول هؤلاء الشعراء وتوافر نواتجه الدلالية والجمالية بشكل لافت وذي فاعلية وهو ما يعني أن هذه التجارب الشعرية تعكس الوجه الحقيقي لمدونة الشعر اليمني المعاصر وتفصح عن خصوصية مضامين هذه المدونة ونواتج معطياتها الدلالية.

قد يعجبك ايضا