لماذا لم يعصم الصوم الأرواح والدماء ¿
حسن أحمد اللوزي
لقد شهد الشهر الفضيل أياما عصيبة أزهقت فيها الأرواح وسفكت الدماء وضربت المصالح العامة …وتمادى التهجم على الدولة ومؤسساتها في أكثر من قطر عربي وإسلامي من قبل العديد من القوى التي أغرقت نفسها في الضلال البعيد وبدا أن لا معنى مطلقا لشهر رمضان المبارك شهر الفرقان ونزول القرآن. . ولا لأداء فريضة الصوم في حياة هذه الأمة الاسلامية البائسة والمغلوبة على أمرها من أكثر من جهة ! واخطر من ذلك ان تكون مغلوبة على أمرها بسبب جماعات من أبنائها تمادوا في الغي والغلو والاعتداء على كل الحرمات واقتراف المحرمات ?? ويتجلى أخطر الأسئلة في ما يلي :-أين أثر الوازع الديني في ردع الإنسان المؤمن من ارتكاب المحرمات بل واقتراف الكبائر¿¿ بل وأين ضمير الأمة التي أرادها الله ان تكون الأمة الوسط من كل ما يجري في الوطن العربي والعالم الإسلامي وفلسطين ومواقف الخذلان أمام المجازر الإسرائيلية في غزة خاصة¿¿ وأين هي الأمة الواحدة الموحدة¿¿ الأمة الأنموذج في كل الأمور الحياتية ومعيشتها الروحانية والتي يشعر فيها كل فرد بمكانته ودوره ويؤدي مسؤولياته كما هو مكلف بها و يعمل ويسعى ليفوز بخير الدنيا ونعيم الآخرة ? المشهد القادم من فلسطين المحتلة يدمي القلوب ويعذب النفوس على وسع المعمورة ليس بالنسبة للمسلمين فحسب وإنما بالنسبة لكل إنسان أبي حر على البسيطة أيا كان دينه أو اعتقاده فما حدث و يحدث في غزة هو انتهاك لكل العقائد السامية والمواثيق والأعراف الدولية وتدينه كل الأمم والشعوب باعتباره حرب إبادة !!ومثله وأكثر منه إيلاما يقال عن كل اقتتال يجري بين أبناء الأمة الواحدة والمنتمين لدين الإسلام دين الرحمة والمحبة والعدل والسلام ان الصورة التي نراها في المشهد العام في العالم الإسلامي والوطن العربي لا تقدم سوى المثال الأسوأ للأمة الضالة المتناحرة في ما بينها و المغلوبة على أمرها إلا من عصم الله وهداه إلى سواء السبيل ونعني بمن عصمهم الله أولئك المئات من الملايين الذين نعتزبها من أبناء هذه الأمة الذين يقدمون في حياتهم الشخصية والعملية في معتقداتهم و سلوكهم وأعمالهم اعني معيشتهم الخاصة والعامة تلكم الصورة الإيجابية للإنسان المسلم بحق ..وذلك بتمثلهم في مسعاهم.. وكل ما يعملونه بالقيم العقيدية الدينية والوطنية وبالمبادئ الإنسانية في الوسطية والاعتدال والأخلاق الحضارية ويعملون في كل أحوالهم على الالتزام بتطبيقها مجسدين بالفعل المعاني الجميلة والراقية لحقيقة الاستخلاف لله على الأرض.. ويكون الواحد منهم أشد حرصا على الامتثال لهذه الصورة المثلى خلال الشهر الفضيل ليبرز ا لتميز فيه عن شهور العام الأخرى. ويكون المعنى الراسخ للجهاد الأكبر هو جهاد النفس.. وجهاد بناء الحياة ومضاعفة الإنتاجية فيها ومكتسبات التطور الإنساني العلمي والعمراني في كافة المجالات الحضاريةاا وأتذكر هنا بأنه مع بداية شهر رمضان المبارك انطلقت العديد من الدعوات والنداءات الموجهة إلى الأمة العربية والإسلامية من قبل جملة من العلماء والشخصيات الفكرية العربية والاسلامية ومن قبل أمين عام جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لجعل الشهر الفضيل فترة هدنة بين المسلمين المتقاتلين للخلود إلى الأمن والسلام والسكينة العامة.. وايقاف نزيف الدماء وإزهاق الأرواح في حروب يجرمها الدين الاسلامي الحنيف ولكن ماذا كانت النتيجة¿ لقد زاد البعض عتوا وتماديا في اقتراف المحرمات في شهر هو في حقيقته بمثابة دورة تعبدية وتنشيطية راقية في علاقة الانسان المسلم بخالقه..وعلاقاته بالآخرين مسلمين ومؤمنين وغيرهم بل وبذل أقصى الجهود في أداء كل الفرائض المتلاقية في هذا الزمن القصير في بوتقة أداء فريضة الصوم وإقامة الصلاة وأداء الزكاة والصدقات وكل أعمال البر الجالبة للحسنات وقد كتبت متسائلا هنا في هذه الصحيفة الغراء في مثل هذه المناسبة وآخرون كذلك عن مدى إلتزام الأمة الإسلامية بآداب الصيام وأخلاق الصائمين وبكل الفرائض والواجبات الدينية والأخلاقية ¿¿ وهل عكست المظاهر اليومية والحياة المعيشية الصورة الإيجابية الإيمانية التي يصوغها الصوم في حياتها ¿وهل أعطت علاقة العبودية المذعنة والخاشعة لله سبحانه وتعالى آثارها الإيجابية الخيرة في المعاملات وعلاقة الإنسان بأخيه الانسان وتلاحمت بروح الإخاء والمحبة والتراحم والتكافل بين كل أبناء الأمة الإسلامية¿¿ المشهد العربي والإسلامي عموما لا يترجم ذلك ! بل إننا لا نرى سوى العكس من ذلك فالأرواح الطاهرة تزهق والدماء الزكية تستنزف والإمكانيات تدمربأيدي المنتمين للعقيدة الواحدة وفي شهر الصوم شهر رمضان المبارك في العديد من الأقطار العربية والإسلامية دون عاصم من عقي