كتابة الدراما.. تغيب عن أعمال الأدباء

استطلاع/ خليل المعلمي

يعزف الكثير من الأدباء والكتاب اليمنيين عن كتابة الدراما للمؤسسات الإعلامية المختلفة لسبب أو لآخر على الرغم من تميزهم في كتابة القصة والرواية ووصول شهرتهم إلى العالم العربي والعالم الغربي وحظيت أعمال البعض منهم بالترجمة إلى لغات عالمية.
ويرى عدد من الأدباء أنه على الرغم من تقديم عدد من الأدباء لأعمال درامية لاقت النجاح إلا أن هناك المزيد من هذه الأعمال ظلت حبيسة الأدراج نتيجة لعدم توفر فضاء حر يكون له الأثر في تشكيل وتفعيل المشهد الدرامي اليمني فضلا عن وجود بعض المعوقات التمويلية والفنية والإدارية وغيرها.. مؤكدين من خلال الاستطلاع التالي أن الوضع لا يشجع في ظل اقتصار الفعل الدرامي وحصره على المناسبات ضمن لعبة المساندة الدرامية للخطاب السياسي دون الخوض في أفكار وأماني عامة الناس:

ضرورة قراءة المشهد الدرامي
بداية يقول الأديب عبده الحودي: لا يمكن الحديث حول موضوع عدم اتجاه الأديب اليمني لكتابة الدراما اليمنية دون قراءة المشهد الدرامي على مستوى الوطن ضمن إطاره التاريخي الذي يمكن اعتبار أنه بدأ مع قيام الثورة اليمنية -سبتمبر وأكتوبر- تلك الثقافة الثورية الوطنية التي كانت تعول على دور الأدباء في استحضار روح التراث ومنطق العصر في اتجاه إنتاج خطاب درامي ثقافي يقوم على كشط الترسبات التاريخية في الذهن الاجتماعي وتحاشى الدخول في ثنائيات وتناقضات التحديات التاريخية حول مستقبل الجمهورية والوحدة.
وبالتالي فإن إنتاج فعل ثقافي درامي يساعد في خلق أجواء منفتحة على أساليب التعايش والقبول إلا أنه ومنذ إنشاء وزارة الثقافة لم تتكمن من بلورة استراتيجية هادفة تؤدي إلى نهضة درامية تتواكب وعمليات التنمية الأخرى كأساس متين ضمن مشروع ثقافي جامع له شروطه وقواعده المادية والمعنوية والفنية والموضوعية وفق خطة تتبنى استقطاب الأديب اليمني المهتم بكتابة الدراما الهادفة في إطار الرؤية والرسالة والهدف وصولا إلى صنع رموز ونجوم للكتابة الدرامية الوطنية التخصصية. وإذا ما عدنا إلى قراءة المشهد الدرامي اليمني سنجد أن ثمة أدباء قدموا كتابات درامية وحقق بعضها النجاح وفرضت حضورها في أوساط الجماهير إلا أن الكثير من الكتابات الدرامية الأخرى ظلت حبيسة أدراج المؤسسة الثقافية والاعلامية نتيجة لعدم توفر فضاء حر يكون له الأثر في تشكيل وتفعيل المشهد الدرامي اليمني فضلا عن المعوقات التمويلية والفنية الإدارية وغيرها التي أدت إلى تهميش الكاتب ومنجزه الدرامي واضطراره إلى العزلة والتوقف عن الإنجاز الدرامي بالتالي ترك المجال للاجتهاد واقتصار الفعل الدرامي وحصره على المناسبات ضمن لعبة المساندة الدرامية للخطاب السياسي دون الخوض في أفكار وأماني أبناء الشعب والتعامل قضاياه الأساسية دراميا كجزء أصيل يتأثر ويؤثر وصولا إلى صنع نهضة درامية يمنية مواكبة للتطورات لتصبح ثقافة جاذبة للكثير من المواهب الابداعية المختلفة.
وعلى ضوء ما سبق نؤكد أن أحد أهم أسباب عدم اتجاه الأديب اليمني للكتابة الدرامية اليمنية تعود إلى إهمال المؤسسة الرسمية التي وقفت أمام تشكيل مشهد درامي متواصل وفعال محليا وعربيا وعالميا وقطف ثمار هذه الإنجازات في تعزيز وترسيخ ثقافة وطنية جامعة نحو الإرتقاء بالواقع الدرامي اليمني وتأصيله.
ويظل مستقبل الكتابة الدرامية اليمنية ضمن الأسئلة الملحة التي هي بحاجة إلى مناقشة في اتجاه الخروج بأفكار ومقترحات يستخلص منها رؤية استراتيجية وبالتالي الخروج من المأزق الإشكالي الحالي الذي يعيشه المشهد الدرامي اليمني بوصفة المرآة المعبرة عن مستوى الوعي والفهم الإنساني للخير والجمال والفن والتاريخ والحضارة.

إقصاء وتهميش
أما القاصة انتصار السري فتقول: الكاتب اليمني هو كاتب متميز وقادر على نسج وكتابة الدراما فهو القريب إلى هموم مجتمعه كما أنه من نبض المجتمع غير من يتمركزون ويسيطرون على مواقع اتخاذ القرار لا يحبون أن ينافسهم أحد في كتابة الدراما التي يتقاسمونها بينهم وهم معروفون ففي جلسة قات يكتب مسلسل هش لا قيمة له لا تصور سوى السيء من مجتمعهم والدراما اليمنية إن جاز لنا نسميه بذلك الاسم الذي هو بريء منه هي موسمية من رمضان إلى رمضان لذلك لا تجد فيها التجديد بل تكرر نفسها فمن يكتبها هو نفس الشخص وعندما يكتب أديب مسلسلا دراميا لا يعجبهم ويظل ملف عمله حبيس الأدراج المغلقة هناك من يقصي الكاتب ويفرض سيطرته عليه قد تواجه بعض الأقلام الكبت والتضيق عليها لذلك نجد المبدع اليمني ينشر إبداعه عبر الصحف ومن خلال كتبه فلا يلتفت إليها القائمون على إنتاج الدراما في التلفزيون.

وضع لا يشجع
ويرى الكاتب إبراهيم طلحة أن المبدع اليمني لا يتجه للكتابة الدرامية للتلفزيون اليمني لأن الوضع لا يشجع فإذا هو كتب مثلا لأية قناة تليفزيونية غير رسمي

قد يعجبك ايضا