الدراما اليمنية إشكالية نص أم إنتاج¿!

كتب / محمد صالح الجرادي


علي السياني: ” عدم وجود إمكانيات إنتاجية متوفرة شكلت عائق على صعيد الإنتاج الدرامي
نرجس عباد: المحسوبية قائمة والتعود على اختيار أشخاص فقط هم من تعارفوا عليهم واعتادوهم بشكل سنوي
لونا اليافعي: ” ليس هناك شروط ومعايير فنية واضحة على أساسها يتم اختيار النصوص

تضل إشكالية غياب النص الدرامي في اليمن قائمة من وجهات نظر كثيرين لهم علاقة بهذا النوع من الفن وذوي اهتمام ومتابعة فيما آخرون لا يرون أن الإشكالية في هذا الغياب وإنما في مسألة غياب إتاحة الفرص أمام العديد ممن يكتبون الدراما وخاصة من الشباب.
والثابت أن الحديث عن الدراما هو الآخر يحاكي في موسميته ومناسباتيته الإنتاج الدرامي كل رمضان وتضل الدائرة تدور حول هذا الحديث دونما أن ينتج من كل ذلك آفاق لواقع مختلف نوعا ما سواء على صعيد الكتابة الدرامية أو على صعيد الإنتاج.
الثورة الثقافي يحاول هذه المرة أن يقترب من تفاصيل هذه الإشكالية وعلى وجه الخصوص ما يتصل بالكتابة الدرامية أو النص الدرامي أو بعبارة أوضح النص الدرامي منطلقا من استفهامات ليس أقلها هل هناك غياب فعلي للنص الدرامي¿ أم أن المسألة غير ذلك¿ وهل صارت الكتابة الدرامية منحصرة على أشخاص بعينهم عرفهم الإنتاج الدرامي لسنوات طويلة ¿ أم أن هناك متسعا لبروز أبطال جدد في مضمار كتابة الدراما.

ينبغي الاعتراف قبل كل شيء بواقع لا يشير إلى محفزات تتيح التوصل إلى مشهد إنتاجي درامي بمعنى الكلمة كما هو حاصل في بلدان عربية مجاورة سبقتنا إلى ذلك.
ولعل ضعف الإمكانيات المادية هو العامل الأبرز الذي يعيق الفعل الإنتاجي لكن هناك في المتاح ما يمكنه أن يتيح لفعل إنتاجي معقول حين تتوفر شروط الرؤية والتخطيط السليم والمعايير السليمة وقبل ذلك معرفة ماذا نريد¿ لأن ما يهدر من الأموال لأعمال درامية (موسمية)بالطبع تكاد تكون خيالية قياسا بمستوى الضعف الذي تظهره معظم تلك الأعمال سواء في قنواتنا الفضائية الرسمية أو حتى تلك القنوات الخاصة التي ظهرت لتنافس في السوق الإنتاجي الدرامي.
مقابل ذلك لا أحد استطاع توفير الشروط المناسبة لخلق حالة التنافس على صعيد كتابة النص الدرامي وان كانت هناك جهود في هذا الاتجاه فهي تضل فردية وخارج الحاضن المؤسسي الذي يشجع ويدعم ويقيم ويعطي بسخاء.
المحسوبية قائمة
تعترف الفنانة والكاتبة نرجس عباد أنها أحجمت عن تقديمها لنصوص درامية إلى القنوات الفضائية الرسمية منذ ثلاث سنوات تقريبا وتعلل إحجامها بعدم وجود التقدير المادي والمعنوي اللائقين وتقول” إن أحد الأعمال التي شاركت فيها قبل عامين لم تتمكن من استحقاقاته كاملة حتى الآن !. وتؤكد نرجس عباد انه لا غياب للنصوص الدرامية فهناك نصوص وهناك كتاب وهناك سينا ريست لكن المحسوبية قائمة والتعود على اختيار أشخاص فقط هم من تعارفوا عليهم واعتادوهم بشكل سنوي.
وتضيف ” ليس هناك في قنواتنا الرسمية ما يشير إلى إتاحة الفرصة أمام كتاب دراما شباب أو كأنها لا تريد لهم أن يظهروا ويقدموا ما لديهم”.
وتصف عباد الأعمال الدرامية الرمضانية بأنها أعمال يتم اختيارها باستعجال شديد وبإنتاجية مستعجلة بغض النظر عن مستوى تفكير المشاهدين ودونما اعتبار أحيانا لعقولهم.
من جهتها تتفق لونا اليافعي وهي كاتبة ومخرجة وسيناريست ان المحسوبية قائمة في اختيار النصوص الدرامية المقدمة إلى القنوات الرسمية وحتى القنوات الخاصة .
وقالت ” ليس هناك شروط ومعايير فنية واضحة على أساسها يتم اختيار النصوص وإلا لما وجدنا أن تلك الأعمال التي يتم اختيارها لا تقترب من واقعنا ولا تناقش قضايانا الحقيقية بعمق وبرؤية معالجة واقعية ومقبولة”.
وتقول لونا : أنها لا تنطلق في حديثها من كونها قدمت عملين دراميين إلى لجنة النصوص في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ولم يتم اختيار أحدهما ولكنها تؤكد أن هذا هو الواقع.
وترفض لونا القول بغياب النصوص الدرامية وتؤكد أن هناك العشرات من كتاب الدراما وخاصة من الشباب لديهم الحماس ومن الإنتاجية ما يفترض أن تكون الجهات المعنية عند مستوى تلبية هذا الحماس وتشجيعه والأخذ بانتاجاته.
وفي تعليقها على الأعمال الدرامية تكتفي لونا اليافعي بالإشارة إلى مسلسل (طريق المدينة) الذي يجري عرضه أو بثه على قناة يمن شباب حيث تصفه بأنه مسلسل يضرب عرض الحائط بحقيقة قيمنا وأعرافنا وأنه يفتقر الى اثبات الهوية اليمنية على حقيقتها وقالت: يبدو أن هذا المسلسل الذي هو من إخراج سوري وجيء بطاقمه من سوريا صمم لأغراض حزبية وسياسية فجة حيث أظهر المسلسل الجانب السيئ الذي نعلمه ولا نعلمه من تاريخنا ولا أدري مالذي يريد أن يقوله المسلسل في إظهاره أحد طاقمه الشباب بتلك الميوعة والتي تبدو غير لائقة بع

قد يعجبك ايضا