عندما تحكي المرايا
ثابت المرامي

تحظى عتبة العنوان بأهمية بالغه ذات تأثير كبير في بناء سردية النص من خلال العلاقة الثرية بين العنوان وطبقات المتن النصي استنادا الى الوظيفة الدلالية والرمزية التي كونت سياقه ومظهرة وفق أشكال من الصوغ تسبح بعوالمها التخيلية في فضاء مرايا السقاف وهي الثيمة الأساسية للمجموعة القصصية,, و كون المرآة صورة منعكسة لأصل ,, وهذه الصورة المنعكسة تلازم الأصل دائما. وهذا التعريف يصدق على المرآة بمعناها الحقيقي وبمعناها المجازي حديث النفس وما يسمى في النقد الأدبي (المنولوج) .
يخلق المونولوج حركية تمتع المتلقي وتجذب انتباهه في المنجز النصي بالقصة لكونه يستنطق أغوار الذات البشرية ويعرض صوتها بصورة صارخة تفضح وقائع الأحداث المؤلمة وقد يشرح المونولوج هذا الواقع عبر عدة متواليات سردية يشتغل التماهي الحكائي فيها كسنن تخييلي حديث يتبنى التجديد والمغايرة السردية في صيغ السرد وطرائقه ويبلور المحكي القصصي بطريقة تغني النص وتثريه بما هو خارجي وداخلي وترصد الأوضاع السوسيورمزية للمتكلم في المتن الحكائي الذي يستغور باطن الشخصيات , وتعلن فيه الذات عن غربتها وقلقها وأنينها من الواقع الذي انعدمت فيه قيم الحب ومعالم المبادئ والإنسانية , وكون الأدب خيال لا تقوم علاقة الأديب بالقارئ على أساس الحجاج العقلي والإقناع , بل على أساس المواءمة بين عالم النص المتخيل وعالم القارئ الواقعي .. يشتغل المونولوج في المنجز السردي للسقاف (عندما تحكي المرايا) كمحرك أساس للسرد القصصي يفهم في السياقات و الدلالات السيكوسوسيولوجية (علم النفس الاجتماعي )تتقاطع فيها مجموعة من العوامل المساعدة على إنتاج المعنىمنها ما هو نفسي ومنها ما هو اجتماعي وما هو علاماتي يفهم من خلال عملية التلقي و التأويل..و تتماهى قصص عندما تحكي المرايا 13قصه في مضمونها وتختلف في دلالتها وفي أسلوبها لتتباين من حيث التقنية وهي ليست على سوية فنية واحدة.استخدم الكاتب الأساليب والحيل في لغة الفن للإنطاق إلى أدغال الإنسان ليضيف الى كتاباته صفة التميز بدئا من قصة ,,
ما أثقل الحلم
الحكاية واقعيه وعادية ولكي يكسبها صفة التميز يتلاعب الكاتب في تقنيتها ليخرجها من رتابتها يطعمها بالتشبيهات لتكن بعيدا عن التقريرية……شمس زاحفة على أطراف أصابعها بلا حياء … جريمتها إجهاض حلم ..خطبه بليغة من التثاؤب.. ذراعان نحو الفضاء لتقطتا من السقف بعض النجوم الضالة أو لتلملم بقايا حلم . ما يسمونه الصبر ذلك الكائن الأسطوري العجيب قد انقرض منذ ملايين السنين .
2-عنب في غصونه استخدم ثيمة الزبيبة نفسها ولفهم السياقات و الدلالات. تتقاطع فيها مجموعة من العوامل المساعدة على إنتاج المعنى. وهي رحلة حياتها الحقيقية ولكن لرمزيه عنب . زبيب . حلاوة .قد توصل حد النبيذ ..العنقود .الأسرة ..التحرر مطلب عصري ترمز إلى حياة شخص (أنثى)
3–ديك على بياض ..4-عبث مسرح 5- عندما تبكي المرايا 6-النجوم في عز الظهر7- أزيدكم على النار زيت 8-مرآة كبيره بحجم وطن 9-حذاء الشيطان الجديد 10-رأسا على عقب ,, هنا الكاتب ترك مجموعة من الفراغات البصرية و الدلالية في النص التي يكون القارئ مجبرا على ملئها بواسطة ما يحمله من مضمرات نصية ومضمرات تخاطبيه يشترك فيها الملقي والمتلقيوبالتالي يكون النص القصصي خاضعا لعملية التلقي و التأويلحيث ينتج القارئ نصا آخر يتلاءم مع ثقافته وقناعاته . والقاص كتب المنجز القصصي وهو يستحضر القارئ بل حاول إشراكه وتوريطه في تأثيث فضاء العمل القصصي لكشف مضمرات النص الدلالية و التداولية التي تكون خفية ومضمرة وراء الكلمات تستفز القارئ وتدفعه إلى ملئ هذه الفراغات المفارقة بتأويلات تختلف باختلاف القراءات والأفكار و مرايا القارئ .11- مرآة لا تبكي إطلاقا هذه المرة
12 -وهن على وهن
استخدم ثيمة جلل الموضوع نفسه ..(الأم) تدفق المشاعر كونها أجمل أنواع الرحمة على الأرض حيه أو ميتة من ما زاد من تميز النص واكسبه صفة القدسية والجمال .
13- المرأة تقذف نفسها في المحيط ,, خاتمة فصصه وخاتمة حياة سارد القصة . وهي أيضا نهاية حديث نفس مرت بتلك الإحداث منها الى الجنون ثم الانتحار .
تميزت مرايا السقاف بجدل الأساس بطبيعة الإنسان وجوهرة المتخم بالتناقضات والارتباطات واللاتحديدات الداخلية .كاتب يمتلك قدرة على الحكي المتدفق المتوالد المتجدد له أسلوبه الخاص في إيصال معنى ما يريد لقارئه ومن يقرأ مجموعته القصصية (عندما تحكي المرايا) يؤكد على ذلك. فالحكاية في قصصه هي نبض وروح وجسد القصة يمتلك القدرة على تدبيج الحكاية بأسلوب تراجيدي ساخر يسبر فيها أغوار النفس البشرية