شكرا لكم
احمد الكاف
الآن حصص الحق بعد عدة اختلافات وائتلافات ادعى كل طرف فيها أن المواطن الغلبان هو محور هذه الاختلافات والائتلافات مع انه بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
فعلى على مر العصور الحديثة طبعا حدثت في بلادنا ائتلافات واختلافات ثورة أولى للتغيير وبهدف قيام نظام دستوري أطلقنا عليها ثورة الدستور مع أن الحقيقة هي اختلاف بين أركان الأسرة الحاكمة آنذاك وحاول أحد طرفيها استغلال المتطلعين للحرية والزج بهم في النزاع وفي عام 55م حدثت انتفاضة هدفت إلى استبدال أسرة حاكمة بأخرى وبنفس الاستغلال السابق.
وحين ضاق المواطن ذرعا من هذه الصراعات قاد ثورة حقيقية وبمعنى الكلمة ثورة إزاحت أعتى نظام كهنوتي من جذوره وغيرنا نظامنا من ملكي إلى جمهوري بيد أن البعض حاول سرقة الثورة واستبدالها بالثروة وكان له ما أراد وحدث ما حدث عقب الثورة من صراعات واختلافات وائتلافات دامت نصف قرن من الزمن وكنا الضحية حين الائتلاف وحين الاختلاف فيما ظل ساستنا يلعبون لعبة هذا الأبيض هذا الأسود فمن يكسب طبعا كسبوا الثورة مقابل الثروة والكرسي والسلطة مع لعب الأدوار فيما بينهم وأشبه بمسلسل مراد علمدار و ببطولة الوهمية لممثلين أجادوا أداء الأدوار وبحكمة وبحسب ما يريد المخرج .
ونحن صامتون وصامدون لعل وعسى وصبرنا الكثير والكثير ونفذ صبرنا وفي الأخير اختلفوا وللمصلحة أيضا وإن كان ائتلافا بين اعداء الأمس فهو أيضا بين أصدقاء الأمس أيضا في الأخير جاء حوار المصالح فيما بين السلطة والمعارضة وأوهمونا أن حوارا بينهم عرف باتفاق فبراير 2009م والذي انطلق عقب الانتخابات الرئاسية ل2006ـم ووصل الى طريق مسدود حيث كانت هموم المواطن حجر الزاوية كما يدعون وأن الفساد أيضا كذلك ولابد من اجتثاثه ليرتاح المواطن ويستفيد من خيرات بلاده .
تطورت الأمور عقب فشل الجميع في تنفيذ اتفاق فبراير 2009م غير أن المواطن ظل يأمل في الخروج بالوطن من أزماته ولم يتحقق ذلك وجاء الربيع اليمني كحل ومن خلال ثورة ال11من فبراير والتي قادها الشباب ونجحت في التغيير الشكلي للنظام وليس الجذري وكانت المبادرة الخليجية وعلى ضوئها الحوار الوطني الشامل ووثيقته غير أن سياسة المد والجزر بين أصدقاء الأمس أعداء اليوم اتفقوا واختلفوا اليوم على مصالحهم فقط وهاهو الوطن في أشد أزماته والمواطن في أشد معاناته ومع ذلك اختلفوا ويختلفون من أجل مصالحهم ويأتلفون ويتفقون من أجل مصالحهم فشكرا لكم حين تختلفون وحين تأتلفون.