اصنع معروفا تجده وقت الحاجة

مارب الورد


ما أجمل وأعظم من أن تكون مصدر سعادة للآخرين!لا شيء يعدل ذلك,جوهر رسالة الإسلام إدخال السرور على قلوب البشر بتحريرهم مما يصادر سعادتهم التي تختفي بمجرد قلع شجرة الحرية وغرس شجرة الاستبداد.
اعمل خيرا إن استطعت,حاول أن تساهم في نصرة مظلوم أو مساعدة محتاج,لا تنظر في جنس أو لون أو هوية من تسدي له معروفا,ابحث في خارطة الفقراء لتعرف الأكثر احتياجا وتضررا لتدعمه أو لتدل غيرك عليه,لا تؤجل عملا قد ينفع غيرك إلى الغد.
لا تعيش كأنك معزول في جزيرة لوحدك,لا تتعلل بفقرك عن إطعام جائع أو معالجة مريض,لا تستسلم لعجزك وكسلك في إنقاذ إنسان وأنت قادر على ذلك,انطلق من عملك من كونك إنسانا لديك ضمير وأحاسيس ومشاعر مثلما للآخرين.
اعمل اليوم تجده في الغد,فرج عن منكوب وحرره من الهموم والغموم,لا تنتظر لتكون مسؤولا لكي تفعل الخير,فلربما إن وصلت لموقع المسؤولية لن تفعل لانشغالك ولنسيانك ولأمور أخرى تفرضها طبيعة عملك الجديد.
المعروف مفهوم عام وشامل لكل ما يترتب على فعله تحقيق مصلحة أو درء مفسدة, وقد تطول دائرة المستهدفين,والمهم أنك تفكر لأجل الآخرين في حدود استطاعتك ومسؤوليتك وليس أكثر من ذلك.
صناعة المعروف استثمار كبير ربحه وفير وعظيم,اقصد في عملك وجه ربك وستجد فوائد لم تكن في حسبانك وأرباحا طائلة مودوعة في حسابك البنكي عند الله وأنت لا تشعر ولا توجد تجارة أعظم وأبرك من التجارة مع الله.
الإنسان بطبعه محتاج لغيره مهما كان غنيا أو مسؤولا أو صاحب نفوذ,هكذا سنة الحياة أن تحتاج لغيرك اليوم مثلما يحتاجون إليك غدا,لا يمكنك أن تستغني عن الآخرين,وطالما كان الأمر كذلك فلتصنع معروفا لأجل نفسك.
ارجع إلى التاريخ وابحث في صفحاته عمن منحوا غيرهم جزءا من تفكيرهم ووقتهم ومالهم وجهدهم ستجدهم كانوا سعداء محبوبين حتى بعد وفاتهم لبصماتهم وآثارهم الشاهدة عليهم كمعالم للخير لا تنسى.
لا تستصغر شيئا في المعروف وتقول إن هذا لن يؤدي إلى نتيجة أو يحقق فائدة,لا تتوقف عند هذا كثيرا,وأنت ماشي في الطريق ساعد محتاجا وأرفع الأذى عن الناس وأمسك بيد مسنا يريد اجتياز الطريق.
ازرع الخير أينما كنت, أنصح عديم الخبرة ليصحح طريقه,وقل الحق في وجه عاقل الحارة أو مدير المدرسة أو من كان أكبر منهما رتبة ولا تكتم ما تعقد انه صوابا بحجة أن هذا مسؤولية غيرك أو أن صوتك غير مسموع ولا أحد يعرفك.
إن لم تكن مفتاحا للخير فلا تكن تغلق الأبواب أمام فاعلي الخير وتتصدى لمحاولاتهم وتحركاتهم بالتثبيط والتخذيل تارة وبالإرشاد إلى غير المستحقين تارة أخرى.
صنائع المعروف تقيء مصارع السوء,هل قرأت قصصا عن هذا¿ألا تعرف أن الله أدخل امرأة بغي(زانية) من بني اسرائيل الجنة لأنها سقت كلبا عاطشا,وبالمقابل أدخل امرأة أخرى النار لأنها حبست هرة فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض.
حاول أن تفعل معروفا لغيرك ولو كان صغيرا,لا تنتظر جزاءا ولا شكورا,توقع الجحود ونكران الجميل لصنيعك,لكن لا تتوقف وتصاب بالإحباط,لأنك قد تختلف عمن وصلهم خيرك,أنت تعمل كون شخصيتك هكذا تحب الخير وهم غير ذلك.
ما تعمله من معروف ينفعك أنت أولا وإن كان المستفيد غيرك,سيأتي وقت تتمنى فيه من يكون معك ولن تجد غير ما قدمت,لذلك لا تبخل على نفسك بما ينفعك وقت حاجتك وعجزك وضعفك.
كن كالمطر أينما وقع نفع.

قد يعجبك ايضا