الحياة ….امرأتان !!

عبد الرحمن بجاش


يقاس الإنسان بعد موته بما أنجز …بالأحرى بما قدم في حياته , ولذلك ترى الشعوب المتقدمة أفرادها يسعون حتى إلى الذهاب إلى أدغال الغابات إذا صح التعبير ليس ليحققوا ذاتهم فقط بل ليقدموا للحياة إضافة جديدة تخلد أسماءهم وتريح أرواحهم في قبورهم وبما يفعلون يتقربون حقيقة إلى المولى , لذلك فانظر إلى اللاعب حين يجيد في الملعب ويسجل أجمل الأهداف يرفع يديه إلى السماء ….لماذا¿¿ الإجابة مطلوبة ممن ينظرون إلى الدين فقط على انه مجرد عبادات , وارحم الراحمين يقول ( اسع يا عبدي وأنا أسعى معك ) أي اعمل وأنجز وأضف , ترى كم يساوي مكتشف البنسلين ¿¿ , أو أديسون صاحب قنديل الكهرباء أو اليهودي اينشتاين صاحب الجاذبية مقابل من يظل طوال حياته فوق السجادة وعينيه وحسه فقط يذهبان ويجيئان إلى المائدة الشهية وبنت الخامسة عشرة!!!, ولأن العمل حياة فلم تنتظر حميدة حسن الغادر برقية عزاء أو مواساة فقد صنعت حياة طويلة عريضة وذهبت , مقابل رجال كثير منهم متنطعون على الأبواب , يلوون عنق النص وكل النصوص وكذا الحقيقة من أجل السياسة ومن أجل بضعة قروش وسيارة فارهة يغيضون بها آخرين لمجرد إعلامهم بقربهم من الأبواب العالية !! , بالتأكيد فأم عزيز الإمرأة الفذة الأخرى حين عقدت العزم على صناعة الحياة أيضا لم تفكر لحظتها لا بكتابة بجاش ولا بتلفزيون باسليم , بل كانت عيناها وروحها عند أولئك الفقراء والعزيزة نفوسهم تمنعهم من مد اليد فكان مخبزها الذي يطعم بدون من ولا شروط , يدبجها رجال يشترطون عند فعل ما يسمونه خيرا أن تسيس يدك وعقلك وتتحول إلى صوت انتخابي , ومهرج حين يتنادون للخروج للاعتراض على كل ما هو جميل يدعم الحياة كالدستور !!! امرأتان لن أسهب في وصفهما متعمدا حتى اشحذ الهمم لمن أراد سيرتهما أن يبحث عنها وهي في متناول يد التربية والتعليم أن تحول حميدة وأم عزيزة إلى مادة تدرس على الأقل كثقافة عامة في المدارس بدلا عن الغثاء الذي يسمى منهجا ….., حميدة لا تقرأ ولا تكتب حسب علمي , وكذلك أم عزيز أمية , ولكن ليس بالأمية التي نعاني , فما عملته يضعها في مصاف أكبر المثقفين إذا اتفقنا أن الثقافة في مفهومها الواقعي ( فهم الواقع وقراءته القراءة الصحيحة والانطلاق منه لتغييره ) فالانطلاق من الكتب لا يحدث التغيير دائما خاصة عندما تكون الكتب لواقع تأتي أنت وبوحي من فلسفة عقيمة لتفتحه وتعالوا يا قوم لنطبق ما فيه !!! أم عزيز صنعت حياة من وحي ما قالته لها من دقت بابها ( أني وأولادي بلا عشاء ) وحميدة صنعت حياة حين حققت ذاتها وأعطت الدليل للعاجزين والمتآمرين والمتنكرين والمدعين وأصحاب عشرة وجوه فما فوق ومن ينزلون بالبارشوت من يسرقون الرزق من يد الغير أنها أرجل وأكبر منهم ….فقط لمن يريد تعلموا كيف تصنعون حياة عظيمة بوحي من العمل الكبير لحميدة وأم عزيز …..

قد يعجبك ايضا