المراكز الثقافية.. مؤسسات تنويرية خفتت أضواؤها

استطلاع/ خليل المعلمي

سعت الدولة في الفترة السبعينيات إلى إنشاء المراكز الثقافية على مستوى المحافظات لتؤدي دورها الثقافي والتنويري والتنموي في المجتمع من خلال عدد من المرافق منها المسرح وقاعات للتدريب وغيرها وفي الوقت الحالي انحسرت مهمة هذه المراكز خاصة في ظل الميزانية البسيطة المرصودة لها وأصبحت شبه غائبة عن المشهد الثقافي من خلال الآراء التالية نتعرف عن دور هذه المراكز وأسباب غيابها:

بداية يقول عبدالله عفيف مدير المركز الثقافي بمحافظة الحديدة: أن الفكر والثقافة زاد مهم لبناء الإنسان وتفجير طاقاته الإبداعية وتعزيز قدرته للدفع بعجله التنمية الشاملة وتعتبر التنمية الثقافية ركنا أساسيا من أركان التنمية الشاملة وبحسب خبراء التخطيط والاقتصاد والتنمية فإن التنمية الشاملة الحقيقية للمجتمعات لن تتحقق إذا ما رافقها نوع من الوعي الثقافي والمعرفي وقد تبين أن البعد الثقافي يعد حجر الأساس للتنمية الشاملة ومقياسا لنوعية النمو ونجاحه.
وأضاف: إن الثقافة تعمل على تنمية وعي وسلوك وخبرة الإنسان الذي يعتبر محرك التنمية الشاملة ونظرا لأهمية التنمية الثقافية في عملية التنمية الشاملة ودورها في تحقيق خططها وبرامجها وضعنا في المركز الثقافي بمحافظة الحديدة دراسة أولية حول الاحتياجات الثقافية لمجتمعنا اليمني وكيفية تلبيها والوفاء بها بطريقة تسهم في تنمية المجتمع بصورة متوازنة ورفع كفاءة وقدرات الإنسان وتطوير مهاراته في المجال الثقافي مدركين أن ربط التنمية الثقافية بالتنمية الشاملة كمفهوم يجب أن يستوعبه المجتمع والدولة عل حد السواء ذلك لأن التنمية لا يمكن أن تتطور وتستديم إلا إذا ما رافقها وعي ثقافي يمكن أبناء المجتمع من التعامل معه بإيجابية ودراية وهوما نعرف به كمتخصصين ونشطين وخبراء في المجال الثقافي.
وكما ندرك أيضا أن ربط تنشيط الحركة الثقافية بوجود بنية تحتية ثقافية قادرة على احتضان الإبداعات الثقافية ويجب أيضا أن ندرك أن بناء قدرات الإنسان والعمل على تطويره لابد منه كضرورة حتمية للتنمية الثقافية .
وبناء عليه قمنا بعمل دراسة ميدانية تبين لنا واقع النشاط الثقافي في المجتمع اليمني (المركز الثقافي بالحديدة للفترة من 1977م – 2011م) واستنتاجا لتحليل نتائج هذه الدراسة
تم وضع استراتيجية لتنشيط الفعل الثقافي بالحديدة على أساس ربط التنمية الثقافية بالتنمية الشاملة كمفهوم يجب أن يستوعبه المجتمع والدولة على حد السواء وبناء قدرات الإنسان الإبداعية فكريا وثقافيا وإداريا وتنمويا تفعيلا لدور المركز الثقافي للتدريب والتأهيل الثقافي والتنمية وفقا لمتغيرات العصر مع الحفاظ على هويتنا الدينية والثقافية والتاريخية والتراثية خدمة للمجتمع.
وكذلك ربط تنشيط الحركة الثقافية بوجود بنية تحتية ثقافية قادرة على احتضان الإبداعات الثقافية والتواصل والاتصال مع المحيط الثقافي الخارجي لتسويق الثقافة المحلية والتحاور مع الثقافات الأخرى بمهنية وخبرات متخصصة وأيضا إتاحة الفرصة للقطاع الخاص بالاستثمار في المجال الثقافي وللمنظمات والمؤسسات الدولية الداعمة بالإسهام في تنشيط الفعل الثقافي.
واستعرض عفيف دور المركز الثقافي بمحافظة الحديدة منذ تأسيسه عام 1977م حتى عام2011م والأنشطة التي كان ينظمها خلال تلك الفترة واسهاماته في رفع الوعي الثقافي بين أوساط المجتمع وتطرق إلى العراقيل والصعوبات التي أدت إلى خفوت صوت هذا المركز منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر.

احتضان الفعاليات
من جانبه يقول الكاتب عبدالفتاح البنوس: الدور الافتراضي للمراكز الثقافية هو القيام باحتضان كافة الفعاليات والمناشط الثقافية للأدباء والمثقفين والمبدعين وتوفير بيئة حاضنة لهم تساعدهم على صقل مواهبهم وتنمية إبداعاتهم وإيصالها إلى المجتمع بالإضافة إلى كونها أشبه بنقطة التواصل واللقاء بين مختلف المبدعين في شتى المجالات ذات الصلة بالثقافة والآداب والفنون هذا هو الدور المفترض ولكن واقع الحال يحكي بخلاف ذلك فأغلب المراكز الثقافية تظل مغلقة ويقتصر دورها على احتضان الاحتفالات والمناسبات الوطنية السنوية وأعتقد أن سر غيابها عن المشهد الثقافي يرجع الى عدة عوامل أهمها عدم توفير النفقات التشغيلية اللازمة لها والتي تمكنها من القيام بأدوارها التنويرية في أوساط المجتمع وافتقارها لأبسط مقومات العمل الثقافي والإبداعي علاوة على أن الدولة لا تولي الجانب الثقافي الاهتمام المطلوب كونها تنظر إليه باعتباره من الكماليات فالمطلوب أن تمنح هذه المراكز حقها من الدعم الاهتمام لكي تؤدي المهام المنوطة بها بعيدا عن العمل الموسمي الذي لا يخدم الثقافة والمثقفين على الإطلاق هناك طاقات إبداعية تتوقد حماسا وألقا وإبداعا وأعتقد أن إعادة الاعت

قد يعجبك ايضا