كتاب للدكتور المقالح عن المناضل الراحل القاضي عبدالسلام صبرة
كتب / محمد القعود
كتب / محمد القعود –
“القاضي عبدالسلام صبرة” هو أحدث الكتب الصادرة حديثا للشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح, والصادر عن مركز الدراسات والبحوث اليمني بصنعاء.
والكتاب الصادر ضمن سلسلة من أعلام الحرية, والتي كتبها الدكتور المقالح يقع في (350) صفحة من القطع الكبير ويتناول العديد من مراحل ومحطات ونضال المناضل الوطني الكبير الراحل القاضي عبد السلام صبرة, ولمحات كثيرة تسلط الضوء على حياته, وتتناول أدواره الوطنية والنضالية وأدواره المختلفة التي قام بها في سبيل خدمة وحرية وتقدم وطنه.
وبأسلوب ممتع وعميق وعذب يتتبع الدكتور عبدالعزيز المقالح حياة ونضالات الراحل الكبير ويميط اللثام عن الكثير من المواقف المشرقة والعظيمة في سيرة الراحل وتفانيه وإخلاصه وتضحياته من أجل وطنه.
ولأول مرة ينشر في الكتاب نماذج من كتابات القاضي عبدالسلام صبرة التي تنشر لأول مرة وسجل فيها خواطره الروحية والإنسانية ونظراته الثاقبة إلى الحياة في بعدها الأخلاقي والقيمي.
وتضمن الكتاب ثلاثة فصول, كل فصل تناول مراحل معينة من حياة الفقيد الكبير.
فقد تضمن الفصل الأول: قبل الثورة – في معنى الثورة – ذاكرة الأيام – كاتم أسرار الحركة الوطنية – قد يكون السجن مدرسة – السعادة الخالدة أو مفاتيح الرضا – السجن.. الكتاب.. القراءة – حلقة الوصل في النضال السياسي بين الداخل والخارج – قالوا عنه
الفصل الثاني: بعد الثورة – من الحلم إلى الحقيقة – يوم في حياة شاب عمره مائة عام – المناضل كاتبا – المناضل يتذكر – أحزان المناضل.
أما الفصل الثالث: نماذج من حواراته – الحوار الأول: خلاصة التاريخ الحي الحوار الثاني: ثورة في رجل.
الفصل الرابع وتضمن: إشراقات روحية – الفوز العظيم – السعادة – الآخرة ثمرة الدنيا – أسعد الساعات – إجابة على سؤال.
ومما جاء في مقدمة الكتاب يقول الدكتور عبدالعزيز المقالح : (
يعز علي أن يتأخر هذا الكتاب عن الصدور إلى ما بعد رحيل من كان موضوعا له المناضل الكبير/ عبدالسلام صبره. كما يعز علي أن أكتب هذه المقدمة بعد ذلك الرحيل فتبدو مجللة بنبرة الحزن والأسى. وكم كنت أتمنى أن يظهر هذا الكتاب في حياته تقديرا لجهاده الطويل وأن تظهر هذه المقدمة وهي تتحدث عمن نحب ونحترم في غيابهم وبعد أن يكون الموت الذي لا مفر منه قد نصب بيننا وبينهم سياجا منم الفراق المر والشجن العميق. هكذا كنت أتلهف إلى طبع هذا الكتاب ونشره في حياة القاضي عبدالسلام بينما كان وهو الذي لا يتردد عن القول بأن ما تبقى له على الأرض خطوات فصار يحثني بأن لا أستعجل في النشر وأن أدع الكتاب يخرج في وقته المناسب وكأنه كان حريصا على أن لا يظهر إلا بعد وفاته شأن الكتابين السابقين من هذه السلسلة (أعلام الحرية) وقد كانا عن الشهيدين الغائبين الحاضرين أحمد الحورش وزيد الموشكي).
وسأحاول في ما تبقى من هذه المقدمة التأكيد على أن القاضي عبدالسلام كان يؤمن بالكلمة ويرى أنها هي التي صنعت الثورة اليمنية بل وصنعت كل ثورات العالم وأنها لم تكن صوتا عارضا كما كان ينظر إليها الطغاة أو كما يراها السذج من الناس بل كانت صانعة الوعي وملهبة الحواس. ومن دون الكلام والقدرة على الافصاح عن الهموم والأحلام يكون الإنسان نسخة صامتة لا تجعله يختلف كثيرا عن بقية الحيوانات الصامتة غير القادرة على الافصاح عما يؤلمها مهما كان حجم الأذى الذي تعاني منه. والحديث هنا عن الكلمة النظيفة النبيلة التي تخرج من القلب ولا تكتفي بطرق الآذان بل تصل إلى الوجدان الكلمة التي تبدع وتغير لا تلك التي تباع وتشترى وتزيف الحقائق وتفتقر إلى الجوهر العلمي والمعرفي. وإلى القدر الكافي من الإخلاص والصدق.