مخلوقــات عيديــة!!

كتب/محمد صالح الجرادي

■ المليكي: السلطات المحلية وقيادة الثقافة وراء تردي المركز في تعز
الحيدري: المركز في ريمة مشروع متعثر منذ (8) سنوات
■ دهيس: بوابة المركز في الحديدة سقطت ومنذ (6) أشهر لم تتحرك الثقافة

* تفكر وزارة الثقافة في تأسيس وإنشاء وتأثيث عدد من المراكز الثقافية في المحافظات التي لا تتوافر حتى الآن على هذا الشكل من البنى التحتية الخاصة بأشكال العمل الثقافي.
وفي حين يكابد مدراء مكاتب الوزارة في هذه المحافظات عناء البحث أو المعاملات الطويلة للتوصل إلى إنشاء هكذا مشروع يحكي واقع المراكز الثقافية المتوفرة في عدد من المحافظات بؤسا لا حدود له حيث صارت هذه المرافق الثقافية أشبه بخرائب في بعض المحافظات والبعض الآخر لا تستدعي الحاجة إليها إلا حين تكون الحاجة الرسمية إلى احتفال بعيد ما رأس كل عام.

خلال فترة السبعينيات وحتى مطلع التسعينيات لم تكن المراكز الثقافية مجرد ملحقات هامشية في قائمة البنى التحتية الثقافية.
ويتذكر كثيرون كيف كانت هذه المراكز سواء في العاصمة أو المدن الرئيسية على الأقل تمثل حركة دؤوبة للإنتاج والعمل الثقافي بأشكاله المسرحية والموسيقية والفنية التشكيلية والأدبية ثم كيف كانت الإدارة المعنية بهذه المراكز قادرة على إدارة العمل فيها طبقا لموازنة تشغيلية كانت تبدو إلى حد ما معقولة للقيام بدور ثقافي.

تعز .. لم تعد مركزا!!
إلى منتصف التسعينيات مثلا كان المركز الثقافي بمدينة تعز ما يزال قادرا على الحركة والنشاط وكان في وسع القائمين على المركز تنفيذ العديد من المناشط الفنية والإبداعية المتميزة مسرحا وموسيقى ونشاطات أدبية.
في الراهن لا يمكنك أن تراهن على شيء يذكر وكل ما في الأمر أن الإهمال الرسمي من قöبل قيادة الثقافة ومكتبها في المحافظة وكذلك السلطة المحلية قد عكس شواهده على وضعية المركز وواقعه اليوم.
يقول مدير عام المركز عبدالله المليكي لـ “ثقافي الثورة”: ليس بمقدورنا فعل شيء فلا موازنة تشغيلية ولا دعم من صندوق الثقافة ولا تفاعل من السلطة المحلية وإذا كان من دور للمركز الآن فهو استقبال الفعاليات الرسمية الاحتفالية أو الفعاليات الخاصة بالمجتمع المدني أو الجهات الرسمية الأخرى.
ويتابع: تقدمنا منذ سنوات بمشروع كبير لتفعيل دور المركز يشمل إقامة دورات تدريبية في المسرح والموسيقى والكمبيوتر إلى جانب إحياء نشاطات فنية وإبداعية لكن للأسف لم تتفاعل معنا السلطة المحلية ولا الوزارة ولا المكتب.
وبالإشارة إلى دعم الوزارة يكشف المليكي عن وجود دعم من صندوق الثقافة لكنه لا يصل إلى المركز, ويتم استلامه من قبل مكتب الوزارة في المحافظة.
المؤسف في حديث المليكي أنه لا أثر الآن لمنجزات كانت تحققت سابقا فلا فرقة موسيقية ولا مسرحية تستطيع مدينة تعز أن تراهن على وجودهما الآن.
وأقصى ما يرجوه من قيادة وزارة الثقافة أن تراجع وتعيد النظر في طبيعة التعامل مع المراكز الثقافية وتصويب اختلال الأهداف الجوهرية التي جاءت من أجلها إنها مرافق لتأهيل وإعداد وإنتاج الطاقات الفنية والإبداعية وخاصة للفعل الثقافي وإلا ما جدوى وجودها”.

الحديدة.. بوابة منهارة
ويستوي الحال أو أنه أكثر بؤسا بالنسبة للمركز الثقافي بمدينة الحديدة فالبوابة الرئيسية للمركز التي سقطت منذ ستة أشهر لم يتمكن مكتب الثقافة بالمحافظة من كسب تفاعل قيادة صنددق الثقافة وتحركها السريع لإعادة بوابة المركز.
وطبقا للشاعر علي دهيس مدير عام مكتب الثقافة فأن بوابة المركز سقطت قبل ستة أشهر ووجه حينها الوزير عوبل بسرعة إصلاحه ولم يستجب مدير الصندوق إلى اللحظة وفي تقديره أن الثقافة عموما في البلاد هي خارج كل الحسابات ولا يلوح في الأفق أي توجه حقيقي للاهتمام بالشأن الثقافي وفي أحسن الأحوال لا يجد دهيس توصيفا لواقع المراكز الثقافية المتوافرة إلى الآن في المحافظات أكثر من توصيفها بمخلوقات لسبتمبر وأكتوبر ومايو وأن كل المشاريع الثقافية لم يتبق من عمقها شيء باستثناء مهمة الرقص والغناء والإشادة بمنجزات لا وجود لها في الواقع.
دهيس من موقعه في مكتب الثقافة بالحديدة أكد تقديمه للجهات المحلية في المحافظة 22 مشروعا لأغراض تفعيل العملية الثقافية بالمحافظة لكن المحافظ لم يستجب على الرغم أنه شاعر!!

ريمة مشروع متعثر
وعلى صلة بالنسبة لمحافظات لم تتعرف بعد على مراكز ثقافية كانت وجهتنا إلى محافظة ريمة فمنذ ثمان سنوات ينتظر أدباء ومثقفو المحافظة ميلاد مركزهم الثقافي وما كان ليتحرك ملف إنشاء المركز قبل هذه السنوات لولا أن المحافظ السابق كلف مكتب الأشغال بإعداد الدراسة الهندسية لمركز ثقافي نوعي في عاصمة المحافظة الجبين وكلف مكتب الثقا

قد يعجبك ايضا